السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لله الحكمة البالغة والعدل التام في كل مقاديره، و-حاشاه جلّ وعلا- أن يظلم أحداً مثقال ذرةٍ فما دونها، لا أبرئ نفسي ولا أزكيها على الله، ولا أنفي عظيم ما اكتسبت عليها، نزلت بي الابتلاءات بالجملة، وتدمرت بصفة شبه تامة، وأنا حالياً على شفا جرفٍ هارٍ، وإن لم يتداركني ربي برحمته لأكونن من الهالكين فيما بقي لي من دنياي وفي الآخرة دار الخلود، فقدت كل شيءٍ تقريباً، وتعسرت كل أموري، وجاوزت الأربعين، فلا بيت ولا مال ولا زوجة ولا أولاد، ومثلما يقول إخواننا السوريون "كل هذه المصائب كوم وابتلائي بالتشوه الخلقي كوم".
أصبت بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي... إلخ، ولا أدري ما الباقي مما هو من اختصاص السادة أطباء النفس، وقد زاد الطين بلة كرهي لكل أرحامي، وقطعي إياهم، بل وقد وقع في قلبي شيء من كره والدي اللذين التقطت أذناي شيئاً من حديثهما عني وعن أخوين آخرين لي، ممن شاء الله أن يكون حظهما الدنيوي ضيقاً، بل سمعت والدتي التي جُل معارفها من شياطين الإنس تتمنى موتي! وهي كثيرة الغيبة، رغم تنبيهي لها سابقاً، فكرهتها، وصرت لا أطيق حتى النظر في وجهها.
أشعر بأنني إنسان ملعون، مكتوب عليه الشقاء، وطبعاً لا أقدح بعدل الله، لا أستطيع حتى السفر وتغيير البيئة بسبب قبحي الشكلي الذي أدخلني في سجن قضبانه نظرات الناس واستهجانهم لمنظري الذي لا دخل لي فيه، ولا أستطيع بغالب ظني حتى الزواج لتلبية حاجات نفسي التي فطرنا الله عليها.
اقتربت من الانتحار الذي وراءه الهلاك والثبور، فترتُ عن الذكر والعبادات، ولم أستطع سوى المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، ولا أظنني سأقوى على غيرها، ليت ربي يميتني ويغفر لي ضعف همتي واقتراب نفاذ صبري كلية!
أرجو ألا يؤاخذني أفاضل الموقع بكثرة الدندنة حول نفس الموضوع، فإني فقط أعبر عن آلامي.