الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب أظهر لي الإعجاب ولكني تجاهلته، فهل تصرفي صحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذات يوم حدث لي أمر غريب جدًا، كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت حسابًا لشاب لا أعرفه يظهر لي، فراودني شعور غريب، شعرت بالارتياح له، وكأني أعرفه ولنا ذكريات مشتركة، علمًا أنه لا يوجد بيننا أي صلة، ولكنه مجرد شعور، حاولت البحث عن أي تفسير لما حدث، ثم تجاهلت ذلك مع الوقت.

بعد سنة التقيت بالشاب نفسه في الجامعة، وما أثار انتباهي هي ردة فعله عندما رآني للوهلة الأولى، لم يبعد بصره عني، وكلما التقيته أرى ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه، وبؤبؤ عينيه يتسع! وكأنه يعرفني منذ زمن، لم أسمح له بالحديث معي رغم محاولاته المتكررة، وحاليًا نحن لا ندرس في نفس الجامعة؛ لأنه تخرج وأصبح في مكان بعيد عن الجامعة، ولا نلتقي أبدًا.

حاليًا أريد تفسيرًا منطقيًا لما حدث معي، وهل فعلًا الأرواح تلتقي في عالم الغيب؟ وهل رفضي للحديث معه تصرف صائب أم خاطئ؟ وإن كنت مخطئة، فما هو التصرف الصحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

لا شك أن الأرواح كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".

وهذا التوافق بين النفوس وبين الأرواح موجود بين البشر، ومن هنا كانت حكمة الشريعة في إباحة النظرة الشرعية، بل والتحريض عليها، وفي الحديث: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، وهذا شأن الإنسان مع سائر البشر، فإن الإنسان قد يرى الآخر للوهلة الأولى فيرتاح إليه، ويشعر أنه يعرفه، كأنه يعرفه منذ مدة، ويميل إليه دون أن يكون هناك سابق معرفة بينهما، ويرى آخر فينقبض منه، وينفر منه، دون أن يكون هناك سابق إساءة من قبله.

ولكن هذا الشعور ينبغي أن يضبط بضوابط الشرع، فإذا وجد الشاب في نفسه ميلاً لفتاة معينة، فعليه مباشرة أن يطرق باب أهلها، والفتاة أيضًا ينبغي أن تتعرف على أهله وأسرته وأخواته إذا أرادت، لكن لا سبيل لتواصل الشاب مع الفتاة، وقد أحسنت في تجاهل نظرات الشاب ومحاولاته، لأن عليه إن أراد أن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب.

أكرر: هذا الشعور موجود بين البشر، والإنسان يرتاح لبعض الناس، ولكن نحن لا نشجع في بناء العلاقات الأسرية على مجرد الإعجاب الظاهري، لأن هذا إعجاب، أما الحياة الزوجية فإنها تبنى على أسس ثابتة وقواعد راسخة، والحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع معرفة الصفات والسجايا والخصال الجميلة، ثباتًا ورسوخًا بعد ذلك.

فعليه: ننصحك بطي هذه الصفحة، وعدم الاشتغال بهذا الموضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وإذا كان في الشاب خير، نسأل الله أن يأتي به، وإن كان الخير مع غيره فنسأل الله أن يضع في طريقك من يكون عونًا لك على الطاعة، ومن تعينيه على رضا الله، وأن يكون اللقاء وتأسيس العلاقة على هدي وأنوار هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، لأن البدايات الصحيحة الشرعية هي التي توصل للنتائج المرضية.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً