الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في خطبة فتاة غير ملتزمة على أمل أن تلتزم لاحقًا، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عربي مسلم -والحمد لله-، أبلغ من العمر 30 سنة، عشت كل حياتي في بلدي، قام والداي بتربيتي تربية صحيحة، والفضل لله ثم لهما.

منذ 14 شهراً، انتقلت للعمل ببلد أوروبي، بحثًا عن فرص أفضل، خلال إقامتي هنا التقيت بفتاة عمرها 25 سنة، هي أيضًا من بلدي، مسلمة وتتحدث العربية -والحمد لله-، لكنها عاشت كل حياتها وتربت هنا في أوروبا، بحكم أنها تعمل في فضاء تجاري، أقصده غالبًا لشراء حاجياتي، فقد أعجبت بها، إلى أن أتى اليوم الذي تشجعت فيه لطلب لقائها.

لدي بعض الأسئلة التي سأطرحها على أجزاء، بحكم أن طول الرسالة المسموح به لا يكفي، أرجو أن يكون لديكم رحابة صدر وصبر لإجابتي، ومع كل سؤال سأعطيكم التفاصيل، وشكرًا لكم.

أسئلتي هي:

1- قبل أن أقوم بأي خطوة قمت بصلاة الاستخارة لله، في هذه الفتاة، لمرات كثيرة، وطلبت من الله -عز وجل- إن كان فيها خير قرّبها مني، وإن لم تكن كذلك فاصرفها عني، ومع الوقت لاحظت أني ما زلت متعلقًا بها، وأن الله لم يصرفها عني، فأصبحت أقوم بصلاة الحاجة، وأدعو الله أن يجمعني بها في الحلال، فهل يجوز هذا؟

2- الفتاة غير محجبة، ولكنها محترمة في لبسها، يعني لا تلبس القصير ولا الضيق، إنما تلبس سراويل محترمة ولباساً محترماً، وفي الحقيقة لم أفتح معها موضوع الحجاب، لكني سألتها هل تصلي أو لا، وكانت صريحة معي أنها غير ملتزمة، يعني تصلي مرات وتتوقف مرات، وأصبحت في صلاة الفجر وقيام الليل أدعو الله أن يهديها، ويجمعنا في الحلال.

أعلم جيدًا أن الحجاب فرض ولا جدال فيه، فهل يجوز أن أتزوجها كما هي الآن، أملًا في أن يأتي يوم وتقبل هي بارتداء الحجاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

لا شك أن للزوجة دوراً بالغ الأهمية في حياة واستقرار الحياة الزوجية، واستقرار الحياة الزوجية مرتبط بمدى تدينها وصلاحها، ثم توجيه الأولاد مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأم الصالحة، ولخطورة أمر الزواج من المرأة المتدينة، جاء الحديث والتوجيه من النبي -صلى الله عليه وسلم- بقول: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).

والفتاة وإن كانت صادقة وجيدة، إلا أنها ليست متدينة، والحديث عن الرغبة في زواجك ثم الاجتهاد في إصلاحها أمر جيد، لكن الحياة الزوجية لا ينبغي أن تقوم على مثل هذه الفرضيات، التي قد تحدث وقد لا تحدث، نعم هناك من أصلَح الزواج حالها، فتغيرت وصارت متدينة، وهناك حالات أخرى -وهي كثيرة- لم يحدث تغير للزوجة، وإنما حدثت انتكاسة للزوج، وأضاع دينه، أو عاش في صراع مع زوجته إلى أن انتهي الأمر بالفراق؛ وعليه: فلا ينبغي أن تعرض حياتك الزوجية -وهي في بدايتها- لمثل تلك المزالق الخطرة.

لذا ننصحك بما يلي: الحديث الواضح مع الأخت في وجود محارمها عن حجابها وصلاتها، وترغيبها في ذلك، فإن وافقت على الحجاب والتزمت الصلاة، فتوكل على الله -بعد الاستشارة والاستخارة- وتقدم لها، وإن رفضت الأمرين أو أحدهما، أو أجلت ذلك لما بعد الزواج، فإننا لا ننصحك بالزواج منها، ونحثك على البحث عن فتاة صالحة متدينة، وستجد الكثيرات بإذن الله.

نسأل الله الكريم أن يرزقك العفاف والغنى، وأن يزوجك من امرأة صالحة تقية نقية، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً