الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بعسر المزاج عند تذكر أمور مؤلمة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله جل وعلا أن يصب عليكم من الخير والعلم والرزق والبركة الكثير، بما تقدمونه لنا من هذا النفع العظيم.

من حين لآخر أصاب بعسر مزاج، يجعلني أتذكر أحداثاً مؤلمة ومتفرقة، مع أشخاص مختلفين، حدثت لي في الماضي، وأعيشها كأنها وليدة اللحظة، وأندمج معها، وأظل أياماً متتالية أتذكر أكثر هذه الأحداث ألماً وشدة، وأشكو خلالها من علل نفسية وجسدية، وشعور بالحزن الشديد والندم، حتى بعد مرور أعوام، خصوصاً إذا لم أستطع أخذ حقي وقتها، وفي أوقات أخرى حينما يكون مزاجي معتدلاً أكون طبيعياً، ومتفاهماً مع الماضي، حتى لو تذكرت أحدها.

أيضاً لدي مشكلة أخرى: وهي أني لا أتقن الرد الصحيح والسريع في المواقف التي تحتاج ذلك، وأبقى على هدوئي، ويمضي الوقت، ويذهب الموقف، لكن يبقى أثره بداخلي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، ونشكر لك دعاءك لنا وللقائمين على هذا الموقع، داعين الله تعالى بالقبول مِنَّا جميعًا.

أخي الفاضل: ما ذكرته من أنك تعاني من عُسر المزاج، والذي يتقلب بين الحين والآخر، وخاصةً عندما تتذكَّر حوادث حدثت معك في الماضي، ممَّا يُشعرك بالحزن الشديد والندم على ماضيات الأيام، اعلم أن الله تعالى أعطانا نعمة كبيرة، وهي القدرة على التذكُّر، إلَّا أننا نجد كثيرًا من الناس يعانون بسبب سوء استعمال هذه النعمة، وهي القدرة على العودة أشهرًا أو سنين إلى الوراء، وتذكُّر أحداث ماضية أصبحت تاريخًا، لذلك ما تُعاني منه له أكثر من احتمال.

الاحتمال الأول: أنك من هذا النوع الذي يعود بين الفترة والأخرى إلى تذكُّر أيام الماضي، وأحداثه، ممَّا يُشعرك بهذا الحزن والندم... إلى آخره، وهذا يُفيد أن تفكر فيه، وتضع حدًّا لهذا الشيء، ممَّا يمكن أن يخفف من تأثيره عليك.

الاحتمال الثاني: أنك تعاني من الاكتئاب المتقلِّب أو السريع، حيث يتقلب المزاج بين الحالة الطبيعية، وبين شيء من الاكتئاب والحزن والندم، وتذكُّر الأمور السلبية.

إذا كان هذا الاحتمال الثاني هو ما تعاني منه، فإنه قابلٌ للعلاج بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن يُفيد أولًا أن تراجع أحد الأطباء النفسيين عندكم في مصر، وهم كُثُر و-لله الحمد- تصارحه بكل ما ذكرته لنا في سؤالك، وهو سيسألك العديد من الأسئلة، ليؤكد التشخيص أولًا، وإن كان اضطراب المزاج المتعلق بالاكتئاب، فسيشرح لك طبيعة العلاج والجرعة، أو يُرشدك إلى بعض الجلسات العلاجية عن طريق الكلام، أو كليهما معًا -أي الدواء والجلسات العلاجية-.

أخي الفاضل: أما ما ذكرته من أنك تجد صعوبة في الرد الصحيح والسريع في بعض المواقف الاجتماعية؛ فهذا أمرٌ يكثر عند الناس، وعلاجه ألَّا تتجنب لقاء الناس والحديث معهم، بل تُقبل على مثل هذه المواقف، ومن خلال الممارسة والوقت ستتقن مهارات التواصل والرد السريع، حيث تصل إلى المرحلة التي ترضى عنها، من مهارات الحوار، والمهارات الاجتماعية، التي تمكنك من أن تَرُدَّ على الآخرين في الوقت المناسب، وبالشكل المناسب، فمن خلال التدريب والممارسة يمكنك أن تتجاوز هذا.

أخيرًا: إذا ثبت عندك حالة من الاكتئاب وعالجته بشكل فعَّال، فحتى هذه مهارة -مهارة الرد السريع والصحيح- يمكن أن تتحسَّن عندك أيضًا.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً