الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السرحان مع حركات غير إرادية، هل تدل على التوحد؟

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر ٤ سنوات، و١٠ أشهر، الولد -ما شاء الله- في منتهى الذكاء، ويتطور لغوياً بسرعة، حيث إنه يتحدث العربية والإنجليزية، بسبب اهتمامنا باللغتين.

لا يوجد لديه مشاكل، فهو متفاعل واجتماعي، خصوصاً إذا كان مع أطفال يعرفهم، مثل أطفال العائلة، ويلعب كثيراً، ويسأل كثيراً، و-ما شاء الله- لديه ذاكرة ممتازة، تبارك الرحمن، لديه اهتمامات عديدة، ومتميز في المدرسة، ويركز على تفاصيل الأشياء، ويستمتع بذلك.

يحب أيضاً الرسم، وقراءة القصص معي، ويأكل وينام جيداً -الحمد لله- لكن عنده عرض غريب، وهو أنه أحياناً إذا لم يكن مشغولاً بشيء فإنه يسرح، ويقوم بحركات غريبة، وتظهر لي، وكأنها لا إرادية، كأن يحرك رأسه يميناً ويساراً، أو يغمض عينيه ويفتحها بشكل غريب أو يحرك يديه في الهواء.

إذا ناديته باسمه أحياناً يستجيب، وأحياناً لا يستجيب، وإذا انتبه أسأله بماذا كنت تفكر؟ أحياناً يقول: لا شيء، أو لا يرد علي أصلاً، وأحياناً يخبرني فيقول: كنت أفكر بكذا وكذا، وغالباً تأتيه هذه الحالة قبل النوم.

علماً بأن هذه الحالة تختفي لأشهر، وتعود، وقد بدأت معه منذ زمن، لا أذكر متى بالضبط، ولكن ما أذكره أنه عندما كان بعمر سنة أصيب بالتهاب في أذنه، ومن بعدها بدأت تظهر عليه حركات تحريك يديه قبل النوم في الهواء، وكأنه يرسم في الهواء!

علماً بأنه الآن تأتيه بشكل أقل من السابق، وكأنه يتحسن مع العمر، ولكن الأمر محير، وأنا خائفة عليه، لا أعرف هل هذا يشبهه طيف التوحد، أم تشتت انتباه، أم شيء عصبي، أم هو مجرد خيالات أطفال؟

هل يجب أن أعرضه على طبيب؟ وهل هذه الحالة ستزول عندما يتقدم في العمر؟ لا أعرف إذا كان مهماً عرضه على طبيب، ولكنه يعاني من حساسية طعام، وإكزيما أيضاً، هذه الحالة ليس لها تأثير أبداً على استقلاليته، مثل أكله للطعام بنفسه، وغيره، ولا تزعجنا كثيراً، ولكني خائفة عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على رسالتك بخصوص طفلك البالغ من العمر أربع سنوات.

ما ذكرتِه في رسالتك عن ابنك لا يدل على وجود أي اضطراب في طيف التوحد، أو ما يشابه ذلك من اضطرابات النمو، والتطور عند الأطفال، ولكن من الواضح أن هناك نوبات تحدث، وهي مرتبطة ببعض الحركات اللا إرادية، وكذلك شكل من أشكال النوبات التي تؤثر على التواصل مع الآخرين.

ذكرتِ أن هذه الأعراض بدأت عنده في عمر نحو سنة، وكانت مرتبطة بالتهاب في الأذن. هذه الأعراض تشبه نوبات الصرع التي تُسمى (Absence Seizures)، والتي تحدث لأسباب مختلفة، لكنها تحتاج إلى تشخيص دقيق من خلال مراجعة طبيب الأعصاب للأطفال، وليس أخصائي الطب النفسي للأطفال.

أرجو أن تكون هذه الاستشارة نصيحة لك بزيارة طبيب متخصص في أعصاب الأطفال، ومن المهم جدًا تسجيل أو كتابة تفاصيل ما يحدث خلال هذه النوبات، التي يبدو أن لها بداية ونهاية، هذا ما يرتبط أحيانًا بنوبات الصرع، كما ذكرت لك.

يمكن التخلص من هذه النوبات التي تؤثر على الدراسة عند الأطفال إذا كانت مستمرة خلال فترة الدراسة، وأثناء اليوم، ولذلك يمكن استخدام أدوية لعلاجها، وهي من الأمراض التي يمكن التعامل معها بشكل كامل؛ وبالتالي يستمر الطفل في التطور بدون مشاكل.

لكن، لا أرى في ما ذكرتِه ما يشبه نوبات أو علامات طيف التوحد، فأرجو أن لا يُهمَل الأمر دون الرجوع إلى الطبيب الأخصائي، كما ذكرت لك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظه ويطمئنك على صحته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً