الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح انتظار الفتاة شابا وعدها بالزواج بعد معرفته عن طريق الشات؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد دخلت الشات، وكنت والله أتخذه إحدى طرق الدعوة ليس إلا، حتى كنت أدعو غير المسلمين، ولم يعرف أحد هويتي على الشات أبداً، ثم بعد ذلك تعرفت على شاب متدين، وشاركني على الشات في الدعوة، ثم بعد ذلك صارحني بحبه لي وأنه يريد أن يتزوجني، ولكن يريد مني الانتظار فقط حتى يفتح الله عليه، ويصبح قادراً على التقدم، وتكلمنا مع بعضنا لفترة بعد ذلك، ثم أوقفنا هذه العلاقة من أجل رضا الله، لكن على وعد بأني أنتظره، وأنه سيأتي -بإذن الله-، ولكن لم نعد نتحدث سوياً، لكنه يعطيني آخر الأخبار عن طريق رسائل فقط أفتحها في أي وقت، ولكن في عدم تواجده، وهو يرسلها في عدم تواجدي.

السؤال الذي حيرني كثيراً هو أني سمعت أن أي شيء يبنى على معصية تنزع منه البركة ولا يتمه الله، فهل هذا ينطبق أيضاً علينا حتى ولو كنا قطعنا هذه العلاقة ابتغاء مرضاة الله؟ يعني هل لو هذا الشاب تقدم بعد ذلك ينطبق هذا الجزاء علينا؟

والسؤال الثاني: هل يجوز أن أدعو الله بأن يرزقني هذا الشاب بالتحديد؟ أرجوكم أفيدوني بما عليه الحق -بإذن الله-.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك وطاعة مولاك.

فإن الفتاة العاقلة لا تنتظر إذا جاءها صاحب الأخلاق والدين، ولا ننصحك بانتظار شاب لمجرد أنك تعرفت عليه عن طريق الشات، وهو غير مستعد الآن، كما أنه لا عبرة بالمعرفة إلا بعد الرؤية الشرعية، فقد لا يحصل التوافق بعد المقابلة، وربما تحدث عقبات من قبل الأهل، خاصة إذا عرفوا أن التعارف حصل من ورائهم.

ونحن إذ نشكر لكما حرصكما على التوقف عن المكالمات، رغبة في رضى رب السموات والأرض، نتمنى أن يسارع هذا الشاب ويأتي لأهلك ويطلب يدك، ويأتي بأهله ليحصل التعارف، وتكون العلاقة معلنة، أما بغير هذا فلا ننصحك بانتظار السراب ورد الخطاب.

ولن يحصل لكما إلا الخير – بإذن الله – إذا حرصتما على التوبة، وصححتما العلاقة، وأبشرا فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ولا مانع من اللجوء إلى الله من أجل أن يرزقك بالرجل الصالح، الذي يمكن أن يحقق لك السعادة والهناء، مع ضرورة أن يكون الدعاء سراً بينك وبين الله، فإنه لا يناسب حياء الفتاة أن تجهر برغبتها في فلان أو علان، كما أن الإسلام يريد للمرأة أن تكون مطلوبة لا طالبة، ولست أدري ما هو محتوى تلك الرسائل المتبادلة، ولا أظن أن هناك مصلحة في استمرار هذه المراسلات.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يبلغكما مقاصدكما في طاعته والغايات، ومرحباً بمن يحرصون على الدعوة إلى رب الأرض والسموات، وشكراً لك على التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً