الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج ووجدت فتاة مناسبة لكن أمي رافضة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أنا شاب بعمر 19 عاماً هجرياً، قد كنت أفكر في الزواج منذ كنت في سن 15 سنة، ولكني مدرك تمام الإدراك أن الزواج مسؤولية، وأنه يقع على عاتقي الكثير من الأمور والمسؤوليات، بالإضافة لإدراكي لكيفية الزواج، وماهيته وشروطه.

لذلك صبرت طول تلك السنوات، وبنيت جسدي، ونميت عقلي، وبدأت بالفعل في البحث عن وظيفة بدوام جزئي، حتى أوفق بين الوظيفة والجامعة، وها أنا الآن و-الحمد لله- لدي راتب شهري يكفي للإنفاق، وأمتلك شخصية لإتمام متطلبات العيش بدون إسراف أو تَقْتير.

بالفعل شرعت في خطبة فتاة، اختبرت خلقها ودينها وعفتها، ولم أجد عليها غباراً، أو ألحظ فيها شائبة، وبالفعل حادثت أهلها، وقد وافقوا، وقاموا باختباري دينياً وخلقياً ومادياً وعلمياً، وحظيت بالقبول.

لذلك هرعت إلى والديّ حتى أطلعهما على ذلك الخبر، ولكني فوجئت بالنفور من أمي لدرجة وصلت بها الحال إلى مقاطعتي، حاولت معها كثيراً لنحو شهر، وصارت لا تحرك ساكناً من رأيها، وتقول: إني لا أصلح للزواج، ووصل بها الحال إلى سب الفتاة وسب أمها، وسب أهلها، وشتمي أنا بشخصي، ورفضت وجعلت إخوتي يكرهونني، وأمرتهم بمقاطعتي، وهي هددتني بالتبرؤ مني، وقالت: إن تزوجتها فاعتبرني لست لك بأم، وقالت الكثير والكثير مما لا يرضاه الدين، حتى تقنعني بعدم المضي قدماً.

أنا الآن في وضعٍ حرجٍ، وأفكر في الزواج بدون علمها، وصرت أخطط لعدم اطلاعها على الأمر مدى الحياة، فقد كان كلامها كالسم، وبالطبع أنا لم أرد عليها ولن أفعل، أنا لم أرد لها كلامها، ولم أدافع في هذه المرة الأخيرة؛ لأن أمي فقدت بالفعل السيطرة الكاملة، لقد هددتني بإخراجي من البلاد زوراً!

فما حكم إخفاء زواجي عنها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يعفّك بحلاله عن حرامه، ويكفيك بفضله عمَّن سواه، نشكر لك حرصك على برّ والديك والإحسان إليهما.

نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تتحرّى رضا الوالدين إن كان الموضوع يتعلق باختيار المرأة التي ستتزوجُها، فإن كانت أُمُّك تمنعك من الزواج بهذه الفتاة بخصوصها، ولكنّها ترضى بأن تتزوج غيرها، فاحرص على بِرِّ أُمِّك وأطع أمرها.

أمَّا إذا كان الأمر يتعلق بالزواج من حيث هو زواج، بمعنى أنهم يمنعونك من الزواج أصلًا بحجج عدم القدرة على الإنفاق وغير ذلك، مع أنك تستطيع أن تعيش بقدر طاقتك، وتستطيع أن تُنفق على زوجتك التي اخترتها، إذا كان الأمر هكذا -وهو الذي فهمناه من استشارتك- فإنه لا يجب عليك أن تُطيع أُمَّك في الامتناع من الزواج؛ لأن الزواج حاجة فطرية، ولا سيما للشاب، وخاصةً إذا خشي على نفسه الوقوع في الحرام، فيجوز لك أن تتزوج دون أن تُعلم أُمّك، وهذا من الحكمة أيضًا التي وهبها الله لك، ووفقك إليها، أن تُخطط للزواج دون معرفة أُمِّك حتى لا تغضب عليك، ولست آثمًا بذلك، وليس هذا من العقوق في شيءٍ، فتوكل على الله سبحانه وتعالى.

وخير ما نوصيك به استخارة الله تعالى، وسؤاله أن يختار لك الخير، وأن ييسّر لك الأمر.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً