السلام عليكم ورحمة الله

أختي -حفظها الله- بعمر 19 سنة، ومنذ نحو خمس سنوات بدأت تأتيها نوبات الصرع لأول مرة، حيث كانت تمسك بالهاتف وهو يشحن، وفجأة سمعنا صوتاً كأنها تتثاءب بصوت عال يميل إلى الصراخ، ذهبوا بها للمستشفى وأخذت إبرة، وبعدها أتت ونامت وكنا نعتقد أنها قد تكهربت، إلى حين أتتها النوبة مرة أخرى وهي نائمة أو كانت ستنام، وقد كانت بنفس الطريقة ولكنها أخف، وإلى الآن تأتيها على فترات، مثلاً في السنة مرة أو مرتين، وكانت تأخذ دواء فيتامين بي، وكالسيوم ولكن لم يكن يفيدها في شيء إلى الآن.

منذ شهر ذهبنا بها إلى معمل، وأجرت رنيناً مغناطيسياً على المخ مدته 20 دقيقة، بعد أن أتتها الحالة مرة أخرى قبلها بأيام، ولم يكن هناك شيء غير طبيعي، ولكن عندما كنت معها وأشاهد، كأنني رأيت موجات ارتفعت في شاشة الأشعة، ولكن لم أجدها حين استلمناها، لا أعلم هل هذا خطأ منهم أم لا؟

علماً بأنها منذ صغرها لديها حالة أنها تسرح، لا أعرف كيف أصفها، ولكن كأنها تفقد التركيز لمدة ثانيتين أو ثلاث، وتنظر إلى أعلى، وهذا يحدث لها منذ الصغر 7 أو 8 سنوات، وهذا بشكل متكرر في اليوم 3 إلي 6 أو 7 مرات، ولا أعرف هل هذا يمكن أن يكون بسبب مرض نفسي أو حادثة ما.

حين كانت صغيرة وقعت على أسنانها العلوية وانكسرت، وهي الآن تأخذ دواء، مع لفافة ولاصق على اللسان.

أرجو أن تفيدوني، بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمر أختك هذه، وأنتِ تحدثت عن نوباتٍ انتابت هذه الفتاة، وهذه النوبات قد تكررت، ولا بد أن يكون هنالك اهتمام فيما يتعلق بتشخيصها.

الرنين المغناطيسي لا يُشخِّص زيادة الكهرباء في الدماغ، إنما يتم تشخيصها عن طريق إجراء تخطيط المخ، وحتى تخطيط المخ ليس بالدقيق مائة بالمائة، نستطيع أن نقول فقط حاولي خمسين في المائة من الحالات التي فيها اضطراب عضوي حقيقي لكهرباء الدماغ، بمعنى أنه هناك نشاط صرعي، بنسبة خمسين بالمائة فقط، وهي التي يكون تخطيط الدماغ فيها إيجابياً، والخمسون بالمائة الأخرى لا يكون التخطيط فيها إيجابياً، أو لا تكون هنالك مؤشراتٍ تشخيصية تدلُّ على وجود مرض الصرع، بالرغم من أن ما يحدث للإنسان وتمت مشاهدته يدلُّ على وجود مرض الصرع، وفي هذه الحالات أيضًا يتم إعطاء العلاج.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الفتاة أرجو أن تذهبوا بها مباشرةً إلى طبيبٍ مختص في أمراض الأعصاب، وليس الأمراض النفسية، ولابد أن تبدأ في تناول أحد الأدوية التي تُناسبها.

أرى أن حالتها حالة يسيرة، لكن حدث هنالك شيء من التأخير في علاجها، ويجب ألَّا يستمر هذا التأخير؛ لأن تكرر النوبات في حد ذاته ليس أمرًا مرغوبًا. هي صغيرة في السن ويمكن أن تُعالج حالتها بصورة ممتازة جدًّا، وهنالك الآن أدوية فاعلة، وأدوية سليمة جدًّا.

أرجو ألَّا تتأخروا أبدًا، اذهبوا بها إلى طبيب الأعصاب، ومن وجهة نظري أن الحالة بسيطة، وأن المؤشرات التشخيصية واضحة جدًّا، غالبًا هي تعاني من بؤرة لنشاط كهربائي زائد داخل الدماغ، وكما ذكرتُ لك هذا -إن شاء الله تعالى- يتمُّ إعطاء العلاج اللازم له، بواسطة الطبيب المختص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.