الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت متقبلة لخاطبي ولكن البعض ذمه لي فنفرت منه، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 20 عاماً، مخطوبة لابن خالتي 33 عاماً، هو محترم، ومتدين، ومواظب على الصلاة، وروحه خفيفة، لكن أناساً كثيرون جداً أخافوني من فارق السن (13 سنة) وأن ذلك سيؤثر بعد سنين من الزواج، وأنا خائفة على مستقبلي، وأحس بنفور منه، حتى لم أعد أتقبل مظهره، مع أني قبل كنت متقبلة له، وأصبحت أقارن بين زميلاتي المخطوبات لأشخاص قريبين منهن في السن، وأنا مخطوبة لشخص أكبر مني، ووصلت معي للأحلام المزعجة، والأحاسيس الموحشة والمنفرة منه!

ماذا أفعل؟ هل أبتعد عنه أم أكمل؟ مع ملاحظة أن زواجنا اقترب، فما الحل؟ وهل لو أكملت وتزوجنا، هذه الأحاسيس والمقارنات سوف تذهب أم لا؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، وشُكرًا لك على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُسعدك مع ابن خالتك، فابن الخالة في أرفع المنازل بالنسبة لكِ -والحمد لله- هو محترم ومتديِّن، ومواظب على الصلاة، وروحه خفيفة، فماذا بقي من المحاسن؟!

وأرجو أن تعلمي أن الحب لا يعرف فارق العمر، وأن الفارق في العمر المذكور ليس بالكبير، وتذكّري الفارق بين النبي (ﷺ) وخديجة -رضي الله عنها وأرضاها- وبينه (ﷺ) وعائشة -رضي الله عنها وأرضاها- ولا تُوجد حياة أجمل من تلك الحياة التي عاشتها خديجة، وعائشة وأمّهات المؤمنين في صحبة رسولنا الأمين (ﷺ)، ورضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ جميعًا.

لذلك أرجو ألَّا تلتفتي لكلام الناس، واعلمي أن رضاهم غاية لا تُدرك، واحرصي على إكمال هذا المشوار، وإذا جاءتك هذه الوساوس فتعوّذي بالله من الشيطان الذي لا يريد لنا السعادة، ولا يريد لنا الخير؛ لأن همّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، وعلينا أن نقابل عدوّنا الشيطان بنقيض قصده -فنسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذا الموقف- وأرجو أن تُقبلي على ابن الخالة، وتستفيدي من هذه الميزات العالية، والصفات الجميلة المتوفرة فيه، واحرصي دائمًا على أن تكوني له أرضًا ليكن لك سماءً، كوني له أمةً يكن لك عبدًا.

واعلمي أن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البريّة -سبحانه وتعالى-، وأن القبول الذي قدح في نفسك وبدأت به بارتياح وانشراح، هو الأساس الذي تُبنى عليه الحياة السعيدة، وستتغيّر كثير من الأمور بعد إكمال المراسيم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُحقق لك وله السعادة.

وعلينا ألَّا نتابع كلام الناس؛ فإن كلام الناس مختلف ومتباين ومتنافر، ولا تُقصد به المصلحة، ورضاهم غاية لا تُدرك، وأنت مَن ستعيشين وتسعدين بحياتك الزوجية، فاجعلي همّك إرضاء الله -تبارك وتعالى- واحرصي على أن تسعدي في زواجك الذي أشرت إلى أنه أصبح قريبًا، ونؤكد أيضًا أن الأحاسيس هذه ستتغيّر مباشرة بعد الزواج، وأنك صاحبة الدور الأكبر في صُنع السعادة مع ابن الخالة الذي سيكون زوجك قريبًا، الذي تجتمع فيه صفات غالية وعالية.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً