الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي الكثير من الأعراض البدنية والفحوصات سليمة، فما تشخيصكم؟

السؤال

السادة إسلام ويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حفظكم الله وسدد خطاكم في هذا الموقع الجميل والمفيد، تحية طيبة.

منذ نحو ٦ أشهر كتبت عقد القران، وأصابني بعدها مرض لثلاثة شهور، وجع في رأسي، وصوت فرقعة أو مثل صوت تكتكة ميل الساعة، في أسفل رأسي وأعلى رقبتي من الداخل، يزداد هذا الصوت كلما مشيت، أو عند استخدام الدرج نزولاً أو صعوداً، ويصبح رأسي ثقيلاً، ولا أستطيع التركيز، وأشعر أن أذني تنغلق، فأفتح فكي فتخرج مثل فقاعات صوت من أذني.

عندما أريد قضاء حاجتي، وعندما أضغط للإفراغ يأتي هذا الصوت، وأشعر أن عضلة رقبتي مرتخية جداً أو متشنجة، لدرجة أن رقبتي تتحرك لليسار أو اليمين لا إرادياً، حركة طفيفة غير ملحوظة إلا من طرفي.

أتاني هذا المرض تحديداً يوم ضغطت على نفسي في العمل، وكنت مريضاً بالإنفلونزا، ولكن ظننت أنها أعراض إنفلونزا طبيعية، وتزول، ومنذ ثلاثة أشهر إلى الآن والأعراض نفسها.

عملت فحوصات رنين مغناطيسي للرأس، وتم فحصها من قبل دكاترة، والنتائج سليمة، وقالوا: احتمال شقيقة، حاولت أخذ مسكنات ولم تفلح، طب بديل، حجامة، رقية، ماء مقري عليه، كلها لم تفلح.

لا أريد الشكوى عندكم، ولكن يعلم الله أني تأذيت لدرجة أني خسرت شغلي وطردوني من العمل، بسبب عدم تمكني من الذهاب! أصبحت جليس البيت، ضغطي يرتفع، ضعف جسدي، ونزل وزني، ولدي ضغوطات كثيرة جداً، والشكوى لله، ومطلوب مني كثير، علماً بأني مغترب، والوساوس أضعفت طاقتي، ولكن ثقتي بالله ورجائي فيه، ولم أيأس.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بألمك، ونقدر ما تعرضت له، ولكن هي أقدار يجب أن نتعامل معها برضا، ونبحث عن الأسباب والعلاج، والأعراض التي تعاني منها هي أعراض ما بعد مرض الإنفلونزا، والتي تصيب بعض الناس بعد التعافي من المرض، -وليس جميعهم- ومن تلك الأعراض التعب والضعف والإجهاد، حيث يحتاج جسمك إلى وقت للتعافي الكامل، واستعادة مستويات الطاقة.

كما أن السعال الجاف أو الكحة المستمرة، هي من بين الأعراض الشائعة التي يمكن أن تستمر لعدة أسابيع بعد الإنفلونزا، وقد يشعر المريض بآلام في العضلات، وآلام في المفاصل، كما يشعر المريض بالصداع الذي يتراوح من الخفيف إلى الشديد، وما تشعر به من أصوات في الأذن لها علاقة بحركة شمع الأذن حول الطبلة، مع انسداد الأنف، واختلاف ضغط الهواء حول طبلة الأذن.

يمكنك التأكد من وجود الشمع في الأذن، من خلال الكشف الطبي عند طبيب الأذن والحنجرة، ويمكن للطبيب إزالة الشمع بجهاز خاص لديه في العيادة، وقد يستمر الشعور باحتقان الأنف وسيلانه، ومشاكل الجيوب الأنفية، مثل: الشخير، واحتقان الحلق وصعوبة البلع، ويرجع ذلك إلى تهيج والتهاب الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي، وتختلف تلك الأعراض في شدتها ومدتها من شخص لآخر.

علاج كل ذلك يشمل الراحة والنوم الكافي، من خلال الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم، لمساعدة جسمك على التعافي، واعتبر أن فصلك من العمل فترة راحة، وسيرزقك الله بعمل خير منه -إن شاء الله-.

كما أنك في حاجة إلى شرب المزيد من السوائل، بكميات كافية مثل: الماء والشاي الدافئ والشوربة، والمشروبات الساخنة مثل المرمرية والقرنفل، والنعناع؛ للمساعدة في ترطيب الجسم، وتخفيف الأعراض.

للتخلص من آلام الجسم يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg وحبوب muscadol باسط للعضلات، مرتين في اليوم لعدة أيام، مع أهمية تناول أحد مقويات الدم؛ للحصول على العناصر والأملاح المعدنية.

كما نؤكد دائماً على أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوع، مع أهمية أخذ حقن فيتامين (ب) المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل، يوماً بعد يوم عدد 6 حقن.

مما يحسن من الحالة المزاجية، ويساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين ودوبامين -المسؤولين عن الحالة النفسية والمزاجية السيئة- الحرص على ممارسة الرياضة، خصوصاً المشي، مع أهمية المصالحة مع النفس، وتغذية الروح، كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

يمكنك العودة إلى الكتابة لموقع إسلام ويب مرة أخرى، ونحن سعداء بالتواصل معك ومساعدتك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً