السؤال
أبي مقصر في إعطاء رصيد الشريحة، بينما هو يعبئ لنفسه أكثر منا، وأنا شاب بعمر 17 سنة، ماذا أفعل إذا صار أبي مقصراً معنا في إعطاء رصيد الإنترنت؟
أبي مقصر في إعطاء رصيد الشريحة، بينما هو يعبئ لنفسه أكثر منا، وأنا شاب بعمر 17 سنة، ماذا أفعل إذا صار أبي مقصراً معنا في إعطاء رصيد الإنترنت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.
اعلم -وفقك الله- أنه من غير الصواب، ومن عدم كمال الأدب مع الأب اتهامه بالتقصير، لمجرد أنه لا يعطيك رصيداً للجوال أو الإنترنت! فحق الوالدين عظيم جداً، ولا ينبغي أن يقلل من احترامهم أو تقديرهم بسبب مثل هذه الأمور اليسيرة والكمالية، وعلى فرض أنه لم يعطك ما يكفيك، أو حرمك من الإنترنت، ألم تفكر كم سبق وأعطاك من احتياجات أخرى لم يقصر فيها؟ ألا يدور في عقلك أنه ربما يكون عاجزاً عن توفير هذه النفقات، أو أنه يدخرها ليوفر لك أشياء أكثر أهمية، كالصحة أو الدراسة أو المأكل والمشرب، لكنه لا يخبرك بذلك.
لا يمكن أن يكون الأب مقصراً إلا عندما يقصر في الضروريات (مع قدرته على عدم التقصير). أما تنظيم وتقنين مثل هذه الأمر فقد يكون من أساليب التربية، والحرص والحماية لك ولإخوتك، لما يخشاه والدك من عالم الإنترنت، وما فيه من مخاطر ومفاسد لأخلاق الشباب والفتيات، أو لعدم الحكمة في التعامل مع هذه الوسائل، فإعطاء الرصيد بشكل مفتوح أو الإنترنت قد يكون سبباً في مفاسد يُقدرها الأب، من خلال معرفته بشخصية أبنائه وطريقتهم في التعامل مع هذه الوسائل، وبحكم مقدار الثقة والوعي لديهم.
عليك أن تتنبه -أخي الكريم - لعلاقتك بوالدك، ولا تنظر إليه على أنه مجرد وسيلة لتحقيق رغباتك، فقدر الأب عظيم وحقه كبير جداً، وحتى لا تقع في كبيرة العقوق التي تفسد عليك دنياك وآخرتك.
عليك أن تجلس مع والدك، وتخبره بحوار هادئ مليء بالتقدير والاحترام والحب عن احتياجاتك لهذه الأمور -إن كنت تحتاجها فعلاً، أو يصيبك الضرر بعدم وجودها، كدراسة وبحث ونحوه– حتى لا تكلف والدك فوق طاقته، أو تضطره إلى الحاجة بسبب هذه الكماليات.
وفقك الله وشرح صدرك للخير.