الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في الدراسة بعيداً عن والدتي والبقاء معها، فانصحوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة سنة أخيرة في الثانوية، ومقبلة على امتحان شهادة الباكالوريا بالجزائر، والمشكلة أني محتارة في تخصصي في أي جامعة، علماً بأني أريد الدراسة في مدرسة عليا، ولكن المشكلة هنا، فإذا درست في مدرسة عليا يتحتم علي الابتعاد عن أهلي، وأنا لا أريد هذا، خصوصاً أني لم أكن بارة بهم كما يجب إلا مؤخراً بدأت أندم، وبدأت أحاول مساعدة أمي في أعمال المنزل..وهكذا، ولكن المشكلة إذا تركتهم لن أجد من يساعدها، وهذا يؤنب ضميري.

أنا لم أكن أساعدها من قبل وليس لدي أخوات قد يساعدنها، فكلهم أبناء، لديهم تفكير أن الرجل لا يساعد بالبيت، هذا لا يهمني، ولكن تهمني أمي، لطالما أمي أيضاً قد ساعدتني بكل ما تملك ليتيسر لي الاستمرار المفيد في دروس خصوصية، ورغم كل هذا لا أستطيع حتى الوصول لمعدل مقبول وجيد.

أشعر بذنب لهذا، وأيضاً جربت طرقاً عديدة للاستيقاظ باكراً، لكن لا أستطيع، فبم تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك، ونتمنى أن نتمكن من مساعدتك في استفساراتك.

أولاً: بخصوص اختيار التخصص والابتعاد عن الأهل:
- تحدثي مع أهلك حول رغبتك في الدراسة في مدرسة عليا، شاركيهم مخاوفك، واشرحي لهم أهمية هذا الخيار لمستقبلك المهني.
- ادرسي إمكانية تنظيم وقتك بين الدراسة والمساعدة في البيت، فربما يمكنك قضاء عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازات في البيت لمساعدة والدتك.
- قد يكون من المفيد توزيع المهام المنزلية بين أفراد الأسرة؛ بحيث لا تكونين الوحيدة التي تتحمل كل العبء، ويمكنك التحدث مع إخوتك عن أهمية مشاركة الجميع في الأعمال المنزلية.
- نشكرك على حس المسؤولية وبر الوالدين، قال الله تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) (الإسراء: 23).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) رواه البخاري ومسلم.

ثانياً: بخصوص تحسين التحصيل الدراسي، وتقنيات الاستيقاظ المبكر:
- حاولي الذهاب إلى النوم في وقت مبكر، وتجنبي استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
- تأكدي من أن غرفتك هادئة، يمكن استخدام سدادات الأذن إذا كان هناك ضوضاء.
- استخدمي منبهين، ضعيهما في أماكن بعيدة عن السرير حتى تكوني مضطرة للقيام لإيقافهما.

ثالثاً: بخصوص تقنيات دراسية فعّالة:
- ضعي جدولاً زمنياً لمراجعة الدروس والمواد، بحيث تخصصين وقتاً لكل مادة وتلتزمين به.
- جربي تقنيات مثل تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) والتي تتضمن الدراسة لفترات قصيرة (25 دقيقة) تليها استراحة قصيرة (5 دقائق).
- لا تترددي في طلب مساعدة المعلمين أو الأصدقاء إذا واجهت صعوبة في مادة معينة.
- توكلي على الله، واستعيني به في أداء مهامك سواء في الدراسة أو بر الوالدين، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

من المهم أن توازني بين تحقيق أهدافك الدراسية ومسؤولياتك العائلية، استخدمي تقنيات تنظيم الوقت، والاستعانة بالدعاء والاستغفار لطلب التوفيق من الله، ونحن لا نستطيع أن نشير عليك بأي من الخيارين: الدراسة بعيداً عن أمك، أم البقاء مع أمك، إذ أن تقدير هذا الأمر يحتاج إلى معرفة الأمور بدقة في أرض الواقع.

لذلك نرجو أن تستشيري أهل الخبرة حولك، أو من عقلاء أسرتك ممن يعرفون وضعكم تماماً، مع الحرص على دعاء وصلاة الاستخارة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً