الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي أفسد خطبتي وخطب الفتاة لنفسه ثم فسخ!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 23 عاماً، تقدمت لخطبة فتاة تقرب لصديقي، وقبل الخطوبة بأيام تم التواصل معي وأخبروني بأن كل شيء قسمة ونصيب بطريقة غير جيدة، وأنا أحب الفتاة، والفتاة تحبني، وبعد فترة تقدم صديقي وهو قريبها لخطبتها، وتمت الخطوبة رغم عدم رضا الفتاة، وبعد فترة تم فسخ الخطبة.

اكتشفت أن صديقي كان السبب في فسخ خطوبتي، حيث إنه قال لهم: إني أرسلته وأنا لا أريدهم ولكني محرج منهم؛ ليأتي الرفض منهم، وبعد بيان ذلك لي ولأهل الفتاة، تأسفوا لي، وقطعت علاقتي بصديقي.

أنا أحب الفتاة، ولكن لا أحب خطبة فتاة خطبها صديقي، مشتت الآن، ولا أدري ماذا أفعل؟ أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال.

ننصحك بأن تتريث في مسألة الخطبة، وتُشرك أهلك من البداية، وتحرص على أن تتعرّف على الفتاة وأسرتها وأهلها، ودائمًا مثل هذه الأمور تحتاج إلى أن يمشي الإنسان على خطوات ثابتة، واحرص على أن تبدأ العلاقة بالطريقة الشرعية، بالمجيء للبيوت من أبوابها، وإذا كان سابق علاقة أو سابق تواصل فهذا ينبغي الاستغفار منه؛ حتى يكون البناء على أُسس صحيحة، لأن العلاقات العاطفية خارج الأُطر الشرعية هي مقدمات غير جيدة، والمُقدّمات الخاطئة لا تُوصل لنتائج صحيحة.

ما حصل من الصديق فعلًا أمرٌ يحتاج إلى وقفة، لكن في النهاية لا بد أن تُدرك ويُدرك الصديق ويُدرك الناس جميعًا أن هذه الأمور بتقدير الله، وأن هذا الكون ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وعليك أن تعلم أنه لا حرج على الشاب في أن يُرفض ثم يُقبل، ولا حرج على الفتاة في أن تُرفض أو تقبل؛ لأن هذه هي طبيعة الأشياء، ولكن المهم عندما نؤسس حياتنا تكون على قناعات، في دين الفتاة، لأن الشريعة تقول للشاب: (فاظفر بذات الدين)، وأيضًا توجهت إلى الفتاة وأهلها فقالت: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه وأمانته فزوجوه).

عليه: أعتقد أنه لا مانع من تكرار المحاولة، إذا كان المكان مناسباً واتضحت الآن الأمور، وجاء الاعتذار، بقي أن تنظر إلى بقية الجوانب الأخرى، وأشرك أهلك في المشاورات، واعلم أن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، لكنه علاقة بين أسرتين وبين قبيلتين، وأحيانًا بين دولتين، إذا كان من جنسيات مختلفة، وسيكون هاهنا أعمام وعمّات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، ولأن مشوار الحياة طويل فلا ينبغي أن تُبنى على عواطف، إنما تبنى على دراسة ونظر وتأمُّل.

ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً