السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بعمر 17 سنة، أدرس في المرحلة الثانوية، في الصف الثالث، لدي طموحات جامعية كبيرة -ولله الحمد-، دائمًا ما كنت متفوقةً في دراستي، والمشكلة أني لا أتلقى تقديرًا من طرف عائلتي، سواءً في الجانب الدراسي، أو العاطفي؛ مما دفعني للتفكير في الزواج منذ عمر صغير، وصار هذا الأمر يشغل تفكيري كثيرًا.
كنت دائمًا وحيدةً؛ بسبب منع أسرتي لي من الاختلاط بالآخرين، وبُعد إخوتي عني، فأقربهم لي عمرًا يكبرني ب 12 سنة، بينما هم قريبون من بعضهم، وتربوا مع بعض.
الذي دفعني للتفكير في الزواج لدرجة تأثير الأمر على دراستي بشكل كبير هو احتقارهم لي منذ بدأت أكبر قليلاً، أي منذ عمر 10 سنوات تقريبًا، فكثيرًا ما كنت أسمع عبارات من قبيل: -أكرهك-، أو -ما عدت أتحمل حتى السلام عليك-، ليس على سبيل المزاح، وإنما بجدية.
كما كانوا يطردونني كلما حاولت مجالستهم، ويجعلونني أضحوكة كل مجلس، وربما الأمر مضحك بالنسبة لهم، ولكن ذلك أثر علي بشكل كبير، وسبب لي ضعفًا في شخصيتي، وانتقاصًا لها، لا زلت أعاني منه إلى الآن، صرت أتوق لليوم الذي أترك فيه البيت لأعيش مع شخص يقدر الأشياء الصغيرة بي.
كما أن الأمر لا يقتصر على الإخوة فقط، وإنما أمي كذلك، التي لا تفتأ تذكرني بهزالي الجسدي الذي سببه الاكتئاب، وكل شيء لبسته لا يناسبني، وأبي الذي حين أحصل على النتائج الدراسية آتي إليه متحمسةً لسماع شيء منه مثل: -بارك الله فيك يا ابنتي-، ولكنه يقول لي: عليك تقبيل رأس من سبقوك -مستهزئًا-.
رغم أن أسرتي متدينة، وكوني أول من يلبس الحجاب الشرعي فيها، إلا أنني قوبلت بالتهكم، والنعت بالسلفية، وما إلى ذلك.
منذ أربع سنوات التقيت بشاب صار من العائلة بعد زواج أخي، ولم تجمعني به مجالسة، أو كلام، لكنني أعجبت به، لتدينه، وخلقه، وحسن معاملته، لمن حوله، وخاصةً علاقته الجميلة بأخته -زوجة أخي-، فأقول في نفسي: إن شخصًا يعامل أخته هكذا لا بد أن يعامل زوجته بمودة ورحمة، فصرت أدعو منذ ذلك الوقت بأن يخطبني، وينقذني مما أنا فيه، ولكن الأمر قد طال.
أكتب -والله- والدموع تنزل؛ فقد تعبت كثيرًا من الوضع، وكاد صبري أن ينفد، وأخاف على نفسي من اقتراف ما لا تحمد عقباه، فبماذا تنصحونني؟
وجزاكم الله خيرًا، فأنتم آخر ملجأ لي بعد الله تعالى.
نفع الله بكم، وجزاكم كل خير.