السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في مقتبل العشرين من عمري، أدمنت الإباحية والعادة السرية قرابة سبع سنوات، وانطلقت في رحلة التعافي، لكني أعاني من آلام في الرقبة تنتقل بين الجانبين، وطقطقة في الكتفين، مع كل حركة لعضلات الكتف توجد طقطقة، وهناك ضعف عام، فهل هو بسبب العادة السرية؟ ولو منها كم يستغرق التعافي من هذه الأمراض؟

علماً بأني قمت بزيارة 5 أطباء، ولا يوجد أي نتائج.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكثيراً ما يحدث شد وتقلص في عضلات الرقبة الخلفية، وبين الكتفين نتيجة للنوم على وسادة عالية أو منخفضة، ونتيجة للجلوس متكئاً على الكوع، ونتيجة للسهر والجوال في اليد لساعات طويلة مطأطئ الرأس، وعدم أخذ قسط كاف من النوم؛ مما يؤدي إلى آلام في عضلات العنق والكتفين، وطالما كانت الأسباب المذكورة موجودة؛ فلن يفيد العلاج ما لم نتجنب تلك الأسباب.

ومن غير المتوقع أن يكون لديك انزلاق غضروفي في العنق، وكما قلت لك هو شد وتقلص عضلي، ولا مانع من أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوعاً، مع أهمية أخذ حقن فيتامين (ب) المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوماً بعد يوم (عدد 6 حقن)، مع تناول كبسولات celebrex 200 mg، وحبوب muscadol باسط للعضلات مرتين في اليوم لعدة أيام.

مع أهمية أن تغير نمط حياتك، ولا يصح أن تظل أهداف الحياة متوقفة على ممارسة العادة السرية والسهر والأكل، وهذه من طبائع الأنعام، لكن الإنسان خلق مكلفاً، وخلق ليكون خليفة الله في الأرض، والله سبحانه وتعالى يقول: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (70).

وعلى خليفة الله أن يتفرغ ويسعى على رزقه ومن يعول، من خلال الدراسة أو العمل، ثم العبادة الحقة في التزام الصلاة، والإكثار من النوافل، والتزام ورد القرآن، والإكثار من الدعاء وأذكار الصباح والمساء، والتفكر في خلق السموات والأرض، وما يحدث حولنا من حروب وابتلاءات، وينظر إلى ما يفعله، وما يجب عليه أن يفعله، ولا يتم إضاعة الوقت والجهد في ما لا طائل منه.

والعادة السرية -أيها الأخ الفاضل- بئر ليس له قرار، تورث ضعف الشخصية والانطواء، وفقدان الثقة بالنفس، والبعد عن الله، وضعف الحالة الإيمانية، وهجر القرآن.

كذلك فإن ممارسة العادة تؤدي الى التهاب المسالك البولية، واحتقان مستمر في البروستاتا، وممارسة العادة السرية والتفكير في العملية الجنسية أمر يؤدي إلى الإرهاق الذهني، وإلى احتقان الحوض، وطريق الشهوة لا آخر له، ولا يمكن أن تطفأ الشهوة بالشهوة، بل يزيدها سعاراً وهياجاً، ومما لا شك فيه أن العادة السرية تؤدي إلى كثير من المشاكل الطبية والنفسية، ومن ذلك الشعور بالوهن والضعف.

ولأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيراً، ولا حتى قليلاً، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة والمتعة المصاحبة للعادة، وهي في الواقع متعة زائفة للحظات، يتبعها ندم شديد، وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يوماً بعد يوم.

والحل كما في السنة المطهرة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفقك الله لما فيه الخير.