السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما تفسير وقوع حوادث كثيرة في فترة أقل من شهر، سواء حدثت أو كانت على وشك الحدوث في الطريق للمنزل أو العمل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما تفسير وقوع حوادث كثيرة في فترة أقل من شهر، سواء حدثت أو كانت على وشك الحدوث في الطريق للمنزل أو العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحوادث وكثرتها أو قلتها ليست معيارًا ثابتًا، بل يختلف من شخص إلى شخص، فالرجل الذي خرج من بيته ولم يجد سيارة للأجرة وذهب إلى العمل متأخرًا وتم خصم اليوم عليه، وضاعت نقوده، سيقول هذا اليوم كئيب والحوادث كثيرة، بينما هو في عافية بالنسبة لمن خرج من بيته للعمل فاصطدمت به سيارة ففقد قدميه! وهكذا -أخي- يختل ميزان المعيار، وعليه فإذا أردنا تعريفًا دقيقا للكثرة والقلة فعلينا أولًا دراسة كل البدائل والمصائب التي رفعت ومن ثم مقارنتها بما وقع.
أخي الكريم: إن الابتلاء بصفة عامة لا بد له من فقه، لذا دعنا نضع لك بعض القواعد:
1- سنة الابتلاء والاختبار ماضية في الناس، لا يسلم منها أحد، قال سبحانه: {الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا وَهُوَ العَزيزُ الغَفورُ}، [الملك: ٢]، وقال سبحانه: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ}، [الأنبياء: ٣٥].
فالحياة كلها دار ابتلاء واختبار بالخير أو بالشر، والمؤمن عليه أن يدفع الشر ما استطاع، وأن يأخذ بالأسباب، ثم يصبر على قضاء الله وقدره.
2- الابتلاء على نوعين:
- ابتلاء تمحيص ورفع درجات للعبد الصالح.
- ابتلاء عقوبة وتأديب للعبد العاصي البعيد عن الله لعله يرجع ويتوب إلى ربه.
فإذا كنت صالحًا فاعلم أنها رفعة للدرجة، وإذا وقعت في المعاصي فاعلم أن الله أراد أن يخلصك من تبعاتها، فإذا تعامل العبد مع الله بهذا المفهوم فقد ربح:
- رفع درجاته ومحو سيئاته.
- استخراج عبادة الصبر والدعاء والتضرع من العبد.
- قربه من الله -جل وعلا- ورقة قلبه، ونحوها من الحكم.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة).
أخي الكريم: إننا ننصحك مع ما مضى أن تحصن نفسك بالأذكار الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالعين حق، والتحصين منها واجب.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله المستعان.