الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يرغب في تأجيل زواج أختي لوفاة قريب لنا.. ما توجيهكم؟

السؤال

أخي غضب من أختي بسبب رفضها تأجيل زفافها بسبب موت قريبٍ لنا من بعيد، وهذا القريب كان رجلاً مسناً ومريضاً جداً منذ فترةٍ طويلةٍ، وعلاقتنا سطحية تماماً، وأختي لا يمكنها أن تؤجل الزفاف؛ لأنها أنفقت الكثير من المال، وزوجها كذلك أنفق الكثير، وقد حجز كل شيء، ودفع المقدم، والمدة بين موت القريب والزفاف ٢٧ يوماً، وأخي قال: بأنه لن يحضر الزفاف، ولن يسمح لزوجته بالحضور كذلك.

مع العلم أن أبي وأمي لا يمانعان الزفاف أبداً، وأبي وأمي كبار سن، وأبي مريضٌ، وهذا الوضع أتعبه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل لأختك أمرها، وأن يقدر لها الخير ثم يرضيها به، ولا شك أن خير البر عاجله، ونحن نؤيد فكرة المضي بإتمام مراسيم الزواج؛ لأن الحياة لا تتوقف، والموت كذلك لا يتوقف، وليس من الصواب أن نوقف أفراحنا لموت فلان أو موت هذا، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكمل لهم بالخير وعلى الخير.

ومن الناحية الشرعية لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، وما يحصل من عادات وتقاليد بين الناس من تركهم للفرح، وترك النساء للتزين لموت أب أو أخ، أو عم أو خال، أو نحو ذلك، كل ذلك مخالف لشريعة الله، وكأني بأم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مات والدها أبو سفيان، بعد ثلاثة أيام دعت بطيب ومست به شعرها أو دهناً وشعر من حضرنها، وقالت: والله ما لي بالطيب من حاجة، ولكني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث). وهذا معنى عظيم جداً ينبغي أن ننتبه له.

وهذا الأمر -الحداد على الميت- بالطريقة المذكورة لا يصلح طبعاً بين النساء ولا بين الرجال؛ ولذلك أرجو أن تستمروا في إكمال مراسيم الزواج، والذي يؤكد هذا المعنى أكثر أيضاً أن هذه رغبة الوالد والوالدة، ورغبة الوالد والوالدة هي التي ينبغي أن توضع في الاعتبار، وحظها من الاهتمام، ونتمنى من هذا الأخ أن يتواصل مع الموقع حتى نناقشه ونبين له الحكم الشرعي في هذه المسألة، وما تقتضيه المصلحة، فليس هناك خيرٌ في تأخير الزواج، بل ينبغي أن نبادر ونكمل، خاصة وقد أنفقت أموالٌ، ورتب أمر الزواج، ولا يصح أن يؤخر الزواج للسبب المذكور.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهل أمركم، وأن يعيننا على تجاوز هذه المفاهيم والعادات التي لا تقدم كثيراً، وليست مما يؤيدها الشرع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً