الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا أردت عمل شيء أتشاءم فكيف أتخلص من الظنون السلبية؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي أنني إذا أردت القيام بعمل شيء أقول: "سوف يحدث شيء ما لأهلي"، ثم أقوم بالفعل وأنا خائف، فهل سيتحقق ما قلته إن فعلت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

وما وصفته -أيتها الأخت العزيزة- من أنه مشكلة هو في حقيقته أمر سهل لا إشكال فيه، وسيذهبه الله تعالى عنك، ويزيله، ولكن الأمر يحتاج منك إلى قليل من المجاهدة، والصبر، وحسن التوكل على الله، ويعينك على هذا أن تدركي تمام الإدراك أن هذا الشعور أمر طبيعي يعرفه الكثير من الناس؛ فكثير من الناس قد يتشاءم ببعض الأشياء، أو بعض الأفعال، وأنه سيحدث له مكروه، أو نحو ذلك.

وقد ورد في الحديث الذي صححه بعض العلماء، كما فعل الإمام النووي في رياض الصالحين، وهو حديث رواه أبو داود أن النبي -صلى الله عليه وسلمى لما ذكرت عنده الطيرة، والطيرة يعني التشاؤم بالشيء، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أحسنه الفأل، ولا ترد مسلمًا، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"، وهذا الحديث يفيد أن التشاؤم والتخوف من بعض الأشياء قد يحدث في نفس المسلم أحيانًا، ولكنه مطالب بأن لا يتفاعل مع هذا، وأن لا يبني عليه مواقف وتصرفات؛ ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت.. بعد أن قال: ولا ترد مسلمًا".

فلا ينبغي أن يكون هذا الشعور وهذا التشاؤم مانعًا للإنسان المسلم من أن يفعل الشيء الذي يرى أن فيه مصلحةً له، فيقدم على فعل ما يرى أنه مصلحة، ومنفعة، ويتوكل على الله تعالى، ويذكر نفسه بهذه الكلمات التي شرعها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: "اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك".

وبهذه الكلمات يذكر نفسه بحقائق مهمة هي: مصدر الطمأنينة والسكينة والراحة، وهي أن الله هو المتصرف المدبر لأمر الناس، وهو سبحانه وتعالى أهل لكل ظن جميل، فإنه يفعل بهم اللطف والخير كما قال الله: "الله لطيف بعباده".

فلا يأتي بالحسنات إلا الله، فإذا ظن الإنسان المسلم بربه خيرًا؛ فإن الله تعالى يعامله ويجازيه بذلك الظن، كما قال سبحانه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".

فيذكر المسلم نفسه بهذه الكلمات، ويعتقد أن الله يأتي بالحسنات، ويدفع السيئات، وأنه القادر على كل شيء، وأن الإنسان ضعيف لا يقدر على نفع نفسه، ولا على دفع الضر عنها، وأن ذلك من فعل الله سبحانه وتعالى، فتوكل على الله واعتمد عليه؛ فإنه هذا التوكل سبب لدفع المكروهات، فمن توكل على الله كفاه، كما قال الله: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"؛ أي فهو يكفيه ويدفع عنه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يدفع عنا وعنك كل شر ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً