الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكار ووساوس تنتابني حول جمال خطيبتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌ عمري ٢٥ عاماً، تبت إلى الله من المعاصي والنظر المحرم، وخطبت فتاةً منذ سبعة أشهر، واخترتها صاحبة خلق ودين وملتزمةً، وحريصة على التزامي وطاعاتي، وجمالها مقبول بالنسبة لي، وأراها جميلةً، وأهلها أهل فضل ودين، وعقدت عليها -والحمد لله- منذ أشهر، ولم أر منها ما أكره في تفكيرها وأخلاقها أو تصرفاتها ومبادئها، وأحبها جداً.

لكن منذ بداية الخطبة حتى الآن تأتيني الكثير من الأفكار والوساوس كل فترة، تذهب أو تخف وتعود، وهي أنني أفكر إذا كانت جميلةً أو لا؛ حيث إنها بعد ما عقدت عليها وجدتها أقل جمالاً مما رأيته في البداية، ولكنه مقبول، ولم أكن أفكر هكذا في البداية، ولكن تأتيني وساوس حول الموضوع كل فترة فأتساءل مع نفسي هل هي جميلة أو لا؟!

وكذلك أخاف أن لا نتوافق بعد الزواج، رغم أنني لا أواجه أي مشكلة معها منذ أشهر الخطبة، وأخاف أن أظلمها أو أن أكون غير سعيد بالمستقبل.

كذلك تأتيني تخيلات وسوء ظن، أعرف أنه من الشيطان، ولكنه يتكرر، وأفكر إذا كنت حقاً أحبها ومشاعري صادقة مع أني أشتاق لها جداً، وأفكر إذا كان اختياري مناسباً، وأوسوس بذلك، والكثير من الأفكار المزعجة.

أحياناً أشعر أني لم أعد أحبها وأوسوس، مع أني أريد أن أحبها وأسعد معها.

أرشدوني -بارك الله فيكم- أخاف أن تستمر الأفكار والوساوس المزعجة بعد الزواج، وتؤثر على نظرتي لها وحبي لها، فهل هذا بسبب بعض الذنوب أم وساوس؟ وكيف أتصرف؟

بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يتم عليك الزواج بخير إنه جواد كريم، وبعد:

نبشرك -أخي- بأن ما وجدته هو دليل خير في خطيبتك، ودليلٌ على اختيارك اختياراً صحيحاً، فاطمئن؛ فأنت تحب الفتاة وهي جميلةٌ، وستكون معها -إن شاء الله- في سعادة ما التزمت منهج الله، وفهمت متطلبات الحياة الزوجية.

كيف وصلنا إلى هذه النتيجة؟
اعلم -أخي الكريم- أن الشيطان المتربص بك، والمدرك تماماً بأن توبتك إن صحت فهي حزنٌ دائمٌ له، وإن تم الزواج بمن فيها خيرٌ لك؛ فإن هذا سيباعد بينه وبين إغوائك؛ ولأجل ذلك يعمد الشيطان إلى صرفك عنها بتقبيحها في عينك، وتضخيم كل أمور سلبية فيها، وتسطيح كل فضل فيها، هذا -أخي- وسيلة الشيطان مع كل شاب قدر الله أن يرتبط بامرأةٍ صالحةٍ من أصل طيبٍ؛ لذلك اطمئن ولا تقلق.

ثانياً: اعلم -بارك الله فيك- أن الشيطان لن يسلمك، وستظل الوساوس معك حتى تعالجها، وعلاجها بما يلي:
1- الالتزام بشرع الله -عز وجل- والمحافظة على الفرائض والسنن؛ فهذا الحصن الأول.
2- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم؛ فهذا حصن آخر.
3- نصح المخطوبة بالمحافظة على هذين الأمرين.
4- التغافل والاستخفاف وعدم الاسترسال مع الوساوس أول طريق العلاج، فلا تلتفت لوساوسه، وامض في طريقك راشداً.
5- لا تطلب الحلال بالحرام، وعليه فلا تتعجل أن تحدث الخاطبة بأمر قبل العقد، واجتهد أن تتقي الله فيها حتى يكون الأساس متيناً.
6- أوثق علاقتك بأهل خطيبتك، واعلم أن صلاحهم مفيدٌ لك، وأنهم سيكونون عوناً لك بعد الله عز وجل.
7- لا تقدم على أي فعل إلا بعد الاستخارة، واعلم أن الاستخارة لا يعقبها إلا الخير فاطمئن.
8- ما مضى من معاصيك كانت بينك وبين الله، فاستر على نفسك، ولا تخبر بها أحداً كائناً من كان، وخاصة زوجتك.

وأخيراً: احمد الله على ما أنت فيه من خير، وإنا نسأل الله الكريم أن يعينك، وأن يقدر لك الخير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً