الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند كل مكالمة أشعر بالتوتر وتؤلمني معدتي!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر شديد أثناء أداء عملي؛ فأنا أعمل في الكول سنتر، وأتواصل مع العملاء، وكل مكالمة تصيبني بالتوتر، ومعدتي تؤلمني، وأشعر برغبة في القيء، وفقدت شهيتي للطعام؛ بحيث إنني في أول أسبوع فقدت كيلو ونصف من وزني.

وللعلم فقد كنت أعاني منذ فترة من وسواس الموت، ودخلت إلى الموقع هنا، ووجدت أن الدكتور قد وصف لفتاة -حالتها مشابهة لحالتي- دواء سيبراليكس، وتناولت الدواء بنفس وصف الطبيب، فتحسنت -بفضل الله- كثيرًا، ثم أوقفت تناول الدواء منذ 5 أشهر، ولكني حاليًا بدأت أشعر بنفس أعراض المرض السابق، وأصبحت شهيتي منعدمة، فما الحل؟

جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.. ونسأل الله لك العافية والشفاء.

الذي يظهر لي -أيتها الفاضلة الكريمة- أن لديك أصلاً شيئاً من الاستعداد للقلق والتوتر؛ فالتوتر النفسي كثيرًا ما ينعكس على بعض أجزاء الجسد، وأكثر منطقة عرضة للأعراض النفسوجسدية هي الجهاز الهضمي، وحالتك هي حالة نفسية بسيطة، وليس أكثر من ذلك.

لا بد أن يكون لديك معالجات لكيفية التعامل مع المتصلين أثناء العمل؛ فيجب أن تكوني في مزاج جيد وصافٍ، وأن لا يكون لديك أي مشغوليات على المستوى الفكري، وأن تحاولي دائمًا أن تقدمي أفضل ما عندك؛ فالإنسان حين يعرف أهمية عمله، ومتطلبات العمل ويفكر إيجابيًا حول العمل، فإنه يستطيع أن يتخلص من الكثير من الشوائب التي تعترضه أثناء عمله.

فإذًا محبة العمل، وقبول العمل، وأن لا تأتين إلى العمل وأنت تحملين تراكمات سلبية، والتفكير في أشياء لا داعي لها، وأقبلي على عملك بكل أريحية، وحالة من القبول، واسعي دائمًا لتطوير مهاراتك، وكوني جيدةً في استقبال المكالمات، والرد على المتصلين، وحين يكون أداؤك متميزًا في عملك، فإن هذا -إن شاء الله تعالى- سيعود عليك بأفكار ومشاعر إيجابية جدًا؛ لأن المردود النفسي الإيجابي الذي يكون ناتجًا من حسن الأداء لا يساويه أي مردود آخر، فهيئي نفسك لعملك، وكوني محبةً لعملك، وكوني مجيدةً لعملك؛ لأن هذا مهم جدًا.

وقطعًا المتصل هو من أصحاب الحاجات، وقضاء حوائج الناس من الأشياء الطيبة والجميلة، فضروري جدًا أن تهيئي نفسك لهذا العمل، وسيكون من الجميل جدًا أيضًا إذا أخذت قسطًا كافيًا من الراحة، ومارست بعض التمارين الاسترخائية، وتمارين المشي، أو أي نوع من الرياضات الأخرى التي تناسب الفتاة المسلمة.

بالنسبة للسيبرالكس: لا شك أنه دواء رائع جدًا، ودواء ممتاز، وأنت لم تذكري الجرعة، ولكن من وجهة نظري أنك تحتاجين إلى الجرعة الصغيرة، وهي حبة 10 مليجرام يوميًا، وبعد ثلاثة أشهر مثلاً اجعليها 5 مليجرامات يوميًا لمدة شهر، ثم 5 مليجرامات يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عنه، وهذا سيكون كافياً جدًا -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لنزول الوزن طبعًا من التوتر، والتقلصات التي تحدث في الجهاز الهضمي نتيجة للقلق والتوتر النفسي أمر معروف، لكن -إن شاء الله- نفسك ستهدأ من خلال ممارسة التمارين الاسترخائية، ورياضة المشي، وتناول الدواء، وأن يكون هنالك صفاء في تفكيرك، وأن لا يكون هنالك أي نوع من التشويش.

وبالنسبة للسيبرالكس: استمري عليه كما ذكرت لك؛ فهو دواء مفيد وفاعل جدًا، وغير إدماني، وغير تعودي، وليس له أي أضرار خاصة على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً