السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، من أسرة متدينة والحمد لله، وقد كنا في حياة هانئة لا نشكو مادياً، فقد كنا في أحسن حال، وبيننا كل حب وود، ووالدتي ووالدي كان يضرب بهما المثل في الود والحب، فقد كانا في قمة التفاهم والمحبة، وكانت المشاكل والأزمات لا تعرف طريقنا.
أما الآن وقد كبرنا تبدلت أحوال بيتنا إلى النقيض تماماً، فقد تأزمنا مادياً، وبالكاد يوفر والدي قوت يومنا والحمد لله على كل حال، وعرفت المشاكل بكل أنواعها وصنوفها طريق بيتنا، وأصبحنا لا نطيق بعضنا البعض، ونتشاجر لأتفه الأسباب، حتى والدي ووالدتي يكاد لا يمر يوم حتى يتشاجرا لأي سبب، علماً بأن والدتي سيدة صبورة وراضية بما قسمه الله لها.
أنا لا أبالغ إذا قلت لكم: إننا ننهار وبيتنا يوماً بعد يوم، ولم أتزوج أنا وأخواتي البنات، فلي أختان يكبراني بالرغم أننا على قدر من الجمال، وسمعتنا طيبة والحمد لله، حتى أخي أصبح عازفاً عن الزواج مضرباً عنه!
إن حياتي أصبحت جحيماً، واعتلت حالتي النفسية، ولا أدري ماذا أفعل؟ حتى أنني في بعض الأحيان كنت أتمنى لو أن الله أباح لنا التخلص من حياتنا لكنت انتحرت واسترحت من حياتي، وكلما ذهب بصري إلى من حولنا وجدت حياتهم طبيعية، أتعجب وأستنكر في نفسي ويذهب فكري إلى ما أخاف أن يكون إلحاداً واعتراضاً على إرادة الله، فكيف يكون عدل الله بين الناس ونحن محرومون، بالرغم من أننا نعبد الله ونخافه.
نحن لا نسعى إلى الدنيا، ولكن نريد أن نعيش كما يعيش الناس، وأن تكون حياتنا طبيعية، هل نحن مصابون بسحر مثلما يقول الناس؟
هل نذهب وراء قول هذا وذاك أم ماذا نفعل؟ ولو كان هذا ابتلاء من الله فهل ابتلاء الله يشتت الشمل ويقلب حياتنا من الراحة إلى الشقاء؟ كيف لنا الخروج من كل ما نحن فيه؟ فألسنة الناس لا تسكت، وأنت تعلم مجتمعاتنا، أليس من حقنا أن نعيش كما يعيش الناس؟ فالعمر يمر وينقضي، أنا أشعر بأن عمري قد سرق مني، أعطاء الله لنا ينقص مما عنده شيئاً وهو يعلم ما نحن فيه ويرانا؟! أنا تعبت، لا أستطيع أن أصف لك ما أنا فيه، ولكننا جميعاً في أسوأ حال، ومن الأسوأ إلى الأسوأ في كرب وهم، ماذا نفعل علماً بأننا نتضرع إلى الله صباح مساء؟
أرجوك قل لي كلمة في الله تسكن لها نفسي وقل ماذا نفعل؟ ولماذا يفعل بنا هذا؟ وشكراً، والسلام عليكم ورحمة الله.