السؤال
السلام عليكم
أريد رأيكم حول هذه القضية، أخبرني صديقي وهو شخص بالغ أنه تُحرِش به من طرف قريبه، لكنه لم يستطع المقاومة خوفاً من سماع أقربائه الكبار سناً، فهل يحاسب ويأثم على عدم مقاومته؟ وماذا يجدر به فعله حالياً؟
السلام عليكم
أريد رأيكم حول هذه القضية، أخبرني صديقي وهو شخص بالغ أنه تُحرِش به من طرف قريبه، لكنه لم يستطع المقاومة خوفاً من سماع أقربائه الكبار سناً، فهل يحاسب ويأثم على عدم مقاومته؟ وماذا يجدر به فعله حالياً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الصديق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينه على الخير، وأن يبعد عنه شياطين الإنس والجن، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
لا شك أن قضية التحرش من القضايا المزعجة، والذي يتعرض للتحرش ينبغي أن يرفع صوته ويزجر هذا الذي يحاول الاعتداء عليه، ثم يهرب إلى أقرب مكان يجد فيه من يعينه على النجاة، وعليه أن يعلم أن هذا المجرم ضعيف وجبان، ولو توقع أنه سيقاوم وسيصرخ فإنه عند ذلك سيبتعد؛ لأنه سيواجه من المجتمع ضغوطات واستهجاناً، وهو قبل ذلك وبعده واقع فيما يغضب الله تبارك وتعالى.
أما ما حصل فنحن نوصيه ببعده أولاً: بتفادي الخلوة بهذا الإنسان.
ثانياً: دائماً الحرص على أن يكون له موقف واضح في مثل هذه الأمور، وعليه أن يعلم كما قلنا بأن هذا المتحرش جبان، وأنه لا يستطيع أن يقاوم أدنى مقاومة، وأرجو أن لا يكون عليه حرج في عدم مقاومته لاعتبارات هو يعرفها.
يؤسفنا أن نقول: فعلاً المجتمع أحياناً له ردة فعل سلبية على الإنسان، فإنه يساوي بين الضحية والمجرم، بل قد يسيء إلى الضحية أكثر من الإساءة إلى المجرم، وعلى كل حال نسأل الله تبارك وتعالى أن يعين هذا الصديق على تفادي مثل هذه المواقف.
الإنسان يعلم من أحوال الناس ما ينبغي أن يكون، وأين ينبغي أن يكون، فقل لي من تصادق أقل لك من أنت، الصاحب ساحب، وإذا كان هناك عدوان من الأقرباء أيضاً ما ينبغي أن تكون هناك خلوة بهم، حتى لا تتاح لهم فرصة العدوان والإساءة، وعليه أن يخبرهم أنه لن يسكت على هذا الأمر، وأنه سيخبر؛ لأن هذا أيضاً نوع من التهديد الذي سيفيد في حماية نفسه، والإنسان مطالب بأن يحمي نفسه؛ لما لهذا العمل من آثار سالبة على الإنسان.
على كل حال نحن نتمنى من هذا الذي تعرض لهذه الإساءة أن يتواصل مع الموقع، وأن يطالب أن تكون الاستشارة محجوبة حتى نعرف الذي حصل، ثم تأتيه بعد ذلك التوجيهات النافعة والمفيدة له، ونحمد الله تبارك وتعالى أن هناك وسائل كثيرة للعلاج، وللخروج من آثار هذا الذي حدث للصديق، أو يحدث مثله لآخرين.
نسأل الله أن يعيننا على خدمة شبابنا، وأرجو أيضاً أنت كصديق أن تكون إلى جواره، وتحذره من مواطن الريبة، وتحذره أيضاً من الخلوة بأشخاص يمكن أن يحصل منهم إساءة بالنسبة له، أو الخلوة أصلاً بمن هم أكبر منه؛ لأنه دائماً الإنسان ينبغي أن يصادق من هم في سنه، فليس من مصلحة الصغير أن يصادق الكبار، بل من شروط الصداقة أن يكون صاحبها مؤمناً يخاف الله ويتقيه، ثم أن يكون في نفس سنوات العمر، يعني يساويه في عمره أو قريب منه جداً، وهذا ما يعتنى به حتى في مسألة التربية والتعليم.
لذلك نجد الأطفال الذين بعمر 10 سنوات مع بعض، والذين بعمر 15 عاماً تقريباً في صف واحد، وهذا مقصد تربوي، حتى يكون الإنسان في بيئة يستطيع أن يدافع فيها عن نفسه، في بيئة لا يخدع فيها؛ لأنه يعرف نفس المعلومات التي يعرفها كل الزملاء له.
نسأل الله أن يعيننا على الخير، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا، وأن يتوب علينا لنتوب.