الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع أمي التي تشتم زوجتي بحيث لا أقع في العقوق؟

السؤال

السلام عليكم.

والدتي تكره زوجتي، علماً أنها ابنة أخيها، وأكثر من مرة شتمتها شتائم تمس الشرف، ووصل الأمر أن أخي الكبير شتم زوجتي أيضاً، لا أستطيع أن أسامحهم، هل لو هجرتهم أكون عاقاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي والدتك والشقيق إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يصرف عنهم سي ء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

أنت في هذا الموقف بحاجة إلى أن تتعامل بحكمة، فالشرع الذي يأمرك ببر الوالدة والإحسان إليها، هو الشرع الذي يدعوك إلى حفظ حق الزوجة وعدم ظلمها، ونحب دائماً أن لا تدخل في مثل هذه المشكلات، ولكن أرجو أن تنصح للوالدة عندما تكون على انفراد معها، وتذكر لها الانطباعات الجيدة عن بنت أخيها عنها، وأنها تذكرها بالخير، وأنها تظل قريبة لها، وحاول أن تجتهد في أن تجعل زوجتك تصبر على الأذى، لأنها صغيرة وهذه عمة لها، وهي جديرة بالاحترام، بل هي عمة وصاحبة فضل فهي أم الزوج، ولذلك ينبغي أن تلطف العلاقة بين الوالدة وبين الزوجة.

وأن تجتهد دائماً في تفادى أسباب الاحتكاك، لأن هذه الإساءات أكيد لها سبب، لأنهم يحتكون في بعض المواقف أو التصرفات من الزوجة، فعليك أنت والزوجة وأنتما في مقام الأبناء لهذه الوالدة أن تتفادوا ما يغضبها، وأن تتجنبا كل الأمور التي تزعجها، وعليك أن تتفق مع زوجتك على أهمية الصبر على عمتها، فهي صاحبة منزلة رفيعة، ونحن نطالب الصغير بأن يصبر على الكبير وليس العكس، وما حصل من الأخ أيضاً من إساءة طبعاً له علاقة بغضب الوالدة، نحن لا نؤيده قطعاً في هذا الذي يحدث، ولكن نحب أن نؤكد لك أن التصعيد معه أو مع الوالدة لا يزيد الأمور إلا سوءاً، فعلى زوجتك أن تعلم أن عليها أن تصبر، وأن الإساءة التي تأتي منهم هي عبارة عن حسنات، تعبوا في تحصيلها ثم يقدمونها لها.

وأن هذه الأمور ستتغير بقليل من الصبر، ولذلك لا نؤيد فكرة أن تهجرهم وأن تبتعد عنهم، أولاً لأن هذا ليس فيه مصلحة شرعية، ثانياً لأن هذا سيزيد الأمور سوءًا ولن يكون عوناً لك على العلاج، ومعروف الغيرة في مثل هذه المواطن، فالأم أحياناً تغار من زوجة الابن وإن كانت قريبة منها، وذلك لأنها ترى أنه يهتم بها، فلذلك من الحكمة للإنسان بعد أن يتزوج أن يزيد الاهتمام بوالدته، إذا كنت تزورها في اليوم قبل الزواج مرتين فزرها 4 مرات، وإذا كنت تجلس معها ساعتين فضاعف هذا العمل حتى لا تعطي شياطين الأنس والجن فرصة، واجتهد دائماً في أن تجعل الوالدة هي المقدمة وهي مقدمة فعلاً، فهي الأكبر سناً، وهي الأجدر بالاحترام والتقدير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على هذا الأمر، وأن يعين الزوجة على الصبر.

ونحب أن نؤكد لك أن زوجتك إذا وجدت منك الدعم المعنوي، فإنها ستصبر وتصبر، فالزوجة تصبر عندما تشعر أن زوجها يقدر تعبها، وأن زوجها يقدر المعاناة التي تجدها، فهي بحاجة إلى دعم معنوي، واجتهد دائماً في إرضاء الوالدة والإحسان إليها، وتصحيح المفاهيم عن زوجتك عندها.

ونسأل الله أن يعينك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً