السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، وجهودكم مقدرة ومحترمة ومشكورة جداً جداً، أريد رأيكم في مشكلتي التي أنهكتني جداً.
أنا من النوع الذي يحمل هماً لكل شيء، ولا أدري حقاً ماذا أفعل وخصوصاً أنني أرى مبررا لما عندي من قلق شديد وخصوصاً هذه الأيام.
والداي تقدما في العمر، وأصبحا يعانيان من الأمراض ومنها ما هو خطير كارتفاع ضغط الدم الشديد، فأنا أحمل همهما أينما ذهبت، وأتوقع للأسف دوماً الأسوأ وأنهما ربما سيموتان، رغم أن الموت حق، وأيضاً ما يجري في أيامنا وما تحياه أمتنا من وضع لا يسر إلا أعداءنا.
ولا أريد أن أشرح فأنتم تعرفون وتدركون حقارة ما نعيش فيه، وخصوصاً ما يجري لأهلنا في فلسطين ومناظر الدم اليومي على الشاشات، وما يتبعه من إحباط وقلق واكتئاب وشعور بالذل، وللأسف والشعور العميق بالعجز نعم العجز.
بالإضافة لهموم المستقبل ومتطلباته، وأمور الطموح ومستلزماته، وما عند المرء من رؤية وأحلام وتطلعات، في ضوء كل ذلك وأنا لا يزال عمري 25 عاماً، وحياتي في بدايتها، عملياً على الأقل.
فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ كيف أتجنب البلادة واللامبالاة (رغم أنني أتمناها أحياناً)؟ وكيف أتجنب أيضاً القلق والاكتئاب والقولون العصبي الحقير؟ وكيف أحيا سني وعمري؟ أريد أن أحيا متمتعاً بشبابي، أريد أن أفرح وألهو، ولا أعني أن أكون عاصياً أو متمرداً لا سمح الله، فأنا -وهذا مثار فخري واعتزازي، وأعظم وسام على صدري- مؤمن بالله ورسله ودينه، وملتزم بما يمليه علي ذلك، والحمد لله الذي هدانا وأعزنا بالإسلام.
ولكن أكرر وأقولها استدراكاً لا جدالاً: أريد أن أفرح وأحيا وأشعر أنني شاب، وأنني أمارس حقي بالحياة دون شعور بالذنب أو القهر، فهذا القلق حقير، والاكتئاب صهيوني والإحباط أمريكي، فكيف أنتصر وأنصر نفسي وأهلي وأمتي؟ وأحيا كما هي الحياة الصحيحة والحق؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله.