السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أرهقها الزمن، عشت طفولة قاسية جدًا، فأبي لم يتقبلني كابنة له، عاملني بقسوة، كان يضربني ضرباً مبرحاً بسبب أو بدونه؛ هذا لأنني كنت طفلة ولست صبياً، فأنا عندي ثلاث أخوات قبلي، كان يفضل أن يكون طفله الرابع ولداً، لكن جئت أنا.
أمي أحياناً كانت تمنع والدي من ضربي، وأحياناً كانت هي من ترسله ليضربني، وعندما بدأت الدراسة تباين فرق المستوى بيني وبين أخواتي، فلم أكن ممتازة مثلهن، ومع ذلك كنت أجتهد وأدرس إلا أن أمي لم تتحمل الأمر، وكانت تسيء إليّ بالكلمات البذيئة، وكانت تحدث مقارنات بيني وبين أخواتي، الأمر الذي أحبط من معنوياتي دائماً.
لم أشعر يوماً بحنانهم وعطفهم تجاهي، فقط الإساءات والسخرية مني، وأخواتي أيضاً لا يحبونني، والله لم أعمل شيئاً، مجرد أنني طفلة ولست صبياً.
رزق أبي بالولد من بعدي، وكنت أكره أخي بشدة، فقد كنت أضربه، وأقول له أنت السبب في كل ما حدث لي، لو أنك أتيت قبلي لما كرهني أبي وأمي وإخوتي، كنت دائماً ألقى اللوم عليه، ولكن عندما كبرت أدركت أنه لا علاقة له بالموضوع؛ لأنه أمر رباني، لكن المشكلة أن أخي لم يتذكر ما كنت أفعل به، ولكن أخواتي قمن بتعبئة رأسه من ناحيتي، أخبروه أنني كنت أضربه ولكن لم يخبروه عن السبب، الآن أخي مهما حاولت الاقتراب منه يبتعد، وما زال في ذاكرته أنني أكرهه.
بالمختصر -شيخنا- أنا فتاة تعيش في منزل الكل ينتظر خروجها منه سواء ميتة أو عروساً إلى بيت زوجها، لم أعرف يوماً معنى الحب والحنان والعطف والاحترام والتقدير، بل إن والدتي تحتقرني دائماً وتسيء إليّ في الكلام، حاولتُ الانتحار أكثر من مرة ولكن ربي دائمًا ينقذني.
حينما كنت صغيرة كنت لا أرد لها الكلام، كانت تسمعني كلاماً بذيئاً أبكي في الحمام لوحدي ثم أخرج إليهم، ولكن ومع مرور الزمن لم أعد أتحمل كلامها المر الذي يسم البدن، وإنما تقول لي كلمة أرد لها بعشرة، ولا أبالي.
إن تحدث معي أبي الآن بصراخ أصرخ مثله ولا أهتم، هل هنا أعتبر عاقة لوالدي أم تنطبق عليهم مقولة عمر بن الخطاب عققته قبل أن يعقك، وهل إن تركت البيت يغضب الله علي أم لا؟ أرجو الرد لو سمحتم، فنفسيتي تعبانة.