الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب النسيان عند الطفل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

ما هو الحل بالنسبة لمرض النسيان؟ ابن أختي يعاني من النسيان، فهو طفل عمره 12 عاماً ويفهم دروسه جيداً، كما أنه يحفظها، فعندما أساعده أجده يفهم بسرعة، ولكن للأسف ينسى بسرعة، مما يجعله لا يحصل على علامات جيدة، فعندما ذهب والده إلى معلمة ليسأله عن سبب العلامات المتدهورة أجابه المعلم بأنه لا يحفظ دروسه، رغم أن العكس هو الصحيح، فهو عندما يكون في المنزل يحفظ ويكون جيداً، ولكن -كما قلت- ينسى بسرعة، ساعدوه أرجوكم ما هو الحل؟ وكيف يمكن علاجه؟ قيل لي بأن التمر مفيد، وكذلك الزبيب، فهل هذا صحيح؟ أرجو أن تحظى رسالتي هذه باهتمامكم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zarka حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، وعلى اهتمامك بأمر ابن أختك.

النسيان أو عدم المقدرة على التذكر والحفظ في هذا العمر يحتاج حقيقةً إلى إجراء بعض الدراسات، ومن الضروري جداً أن نتأكد من مستوى ذكاء الطفل أو مقدراته المعرفية.

بالرغم من قولك أن الطفل يستطيع أن يفهم دروسه بصورةٍ جيدة، وأنه يحفظها، إلا أنه ليس من الضروري أن يكون ذلك إثباتٌ على أنه يتمتع بقدرٍ كاف من الذكاء والإدراك، وهنالك بعض الاختبارات التي لابد أن تجرى على الطفل لتحديد ماهية مقدراته، وذلك يتم عن طريق مقابلة الأخصائيين النفسيين، وأنتم والحمد لله في المملكة المغربية، ويوجد بها الكثير من المتخصصين.

الشيء الثاني: لابد أن يتم التأكد من أن هذا الطفل ليس بكثير الحركة؛ لأن هنالك علة تعرف بداء الحركة المفرطة، والذي يؤدي إلى ضعف التركيز بصورةٍ شديدة، علماً بأن داء الحركة المفرط وضعف التركيز يمكن أيضاً علاجهما عن طريق الأطباء النفسيين، خاصةً المختصين في العلاج النفسي للأطفال.

وفي كل الظروف ومهما كان السبب في عدم قدرة الطفل على التذكر، أرجو أن تحرصوا على أنه يقوم بأداء واجباته المدرسية، ويجب أن يُساعد في ذلك، كما أنه يجب أن ينشأ أو يعلم كيف يكرر المعلومة حتى يستدركها ويتذكرها بالصورة المطلوبة.

بالنسبة لما ذُكر عن التمر والزبيب لا نستطيع قطعاً أن نؤكد على ذلك، ولكن الشيء الذي نحتم عليه هو أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج للغذاء المتوازن، الغذاء الذي يحمل كل المكونات الضرورية للطعام، ومن الضروري جداً لهذا الطفل أيضاً أن ينظم نومه ووقت راحته، بمعنى أن يكون هنالك وقتاً ثابتاً للنوم، ويحرص أكثر على النوم الليلي وليس النوم النهاري؛ حيث أن النوم الليلي المنتظم ضروري جداً للطفل؛ لأن هرمونات النوم تفرز في أثناء النوم الليلي.

لقد حظيت رسالتك بالاهتمام إن شاء الله، والذي ننصح به هو أن يُعرض هذا الطفل على أخصائي أو أخصائية نفسية لتحديد مقدراته المعرفية ومستوى ذكائه، ومن ثم يمكن أن توضع الحلول التي تناسبه .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً