السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر (29) عاماً، لدي مشكلة في رجلي سببت لي عرجا؛ سببها خطأ طبي، منذ الصغر أجريت (4) عمليات تحسنت فيها، ولكن لا زلت أعرج.. موظفة في القطاع الخاص جميلة جداً ورشيقة وذكية، فأنا من القائمات على إعداد المناهج، وصبورة جداً ولله الحمد، مشكلتي أنني أشعر بخوف شديد وعدم الرغبة في عمل أي شيء، بدأ ذلك منذ أربع سنوات تقريباً، وزاد عندما تزوجت أختي الصغرى منذ عامين، شعرت بالنقص وعدم تقبل الواقع؛ إذ أن زوجها أرمل وكبير، ولكن رفضني لأني عرجاء.
تقدم لي عدة أشخاص كل منهم أفضل من الآخر، لكن كان يتم الرفض من قبل الأهل إذ الشرط الرئيسي أن يكون ( قبيلي ) وكلهم خلاف ذلك .. طبعاً لم يتقدم لي من الأقارب أحد .. وتأزمت حالتي منذ أكثر ثمانية أشهر تقريباً،ً إذ تقدم لي شخص ملتزم قبيلي معدد، يريد أن أكون الزوجة الثالثة له، وفي أثناء ذلك تقدم لي شخص في مثل عمري ضعيف السمع وخجول كما عبر والداه والجيران عندما سألنا عنه طبعاً، ألح والدي علي بالارتباط بالآخر، ورفض المعدد خوفاً علي من الضرة، وكنت أرى ذلك إذ أننا متوافقان تقريباً.
المفاجأة كانت أيام الملكة إذ كان يأتي لزيارتنا فأشعر بأنه متذبذب الأفكار، وكنت أعلل ذلك بسبب الخجل إلى أن تم الزواج، وكانت الصدمة إذ كان يقوم بحركات غريبة يدور ويتحدث إلى نفسه، ولم يلمسني أو يتحدث إليّ، سافرنا اليوم التالي وطوال سفرنا وهو يتحدث إلى نفسه، ولا يتكلم معي، لا يدبر الأمور، ولا يهتم بنظافته، ولا يحاول لمسي، تحملت ذلك إلى أن عدنا فأخبرتني والدته أن لديه موعداً مع طبيب نفسي، وعندما ذهبت إليه أخبرني بأنه مصاب بفصام مزمن منذ المراهقة يجعله كالطفل،ولكن تحسنه ضعيف جداً كما أن الأمور الجنسية والإنجاب يمكن أن يتحسن بالأدوية فسألته هل أستمر؟ فقال: على راحتك فالقرار بيدك، قرأت كثيراً عن الفصام ووجدت أن من المستحيل استمرار العيش معه، فطلبت الطلاق وتم.
أنا الآن مشتتة التفكير، وفي كثير من الأحيان أبكي وأشعر بالندم لأني لم أقبل بالمعدد .. وفي أحيان أخرى أندم على الزواج من الآخر .. وأحياناً أندم لأني تخليت عنه.
كما أني بعد انتهاء العدة أشعر بضيقة شديدة لا أتمكن من خلالها من النوم أو الأكل، ففقدت كثيراً من وزني، وليس لدي رغبة في العمل، أتألم لأني أضفت إلى العرج الذي في رجلي صفة سيئة أخرى وهو كوني مطلقة.. صحيح أني مطلقة وأنا بكر لكن هذا اللقب يضايقني وأتألم عند كتابته أو التلفظ به .. أشعر بألم شديد عندما أرى زميلاتي في العمل فلقد تزوجنا معاً (11) معلمة وأنا فقط من حدث لها الطلاق .. أشعر بحرقة وهم يتحدثون عن غزل أزواجهن بهن وأمورهن الخاصة، وأتألم أكثر عندما أراهن يمررن بمراحل الحمل وأقول لو لم أتطلق لكنت مثلهن ..لماذا أنا فقط؟!! أشعر بحزن شديد إذ أتمنى أن يكون لي زوج وأطفال وأسرة سعيدة، ولكن الآن فقط فقدت الأمل، فلقد قاربت الثلاثين وعرجاء ومطلقة، وشرط أهلي العسير ( قبيلي )، فلا أستطيع النوم أو الأكل أو العمل، وأشعر بخوف شديد من المستقبل، وفكرة الزواج تسيطر عليّ، ولكن لا أمل رغم أني ملتزمة ومحافظة على الدعاء.. وجهوني جزاكم الله خيراً.