الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الذهاب إلى الأسواق والمجمعات والمناسبات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني -يا دكتور- من الخوف من الذهاب إلى الأسواق والمجمعات والمناسبات، وكثيراً ما أتجنبها بأي شكل من الأشكال حتى لو كان ذلك يسبب لي التعاسة، إلى درجة أنني لا أستطيع أن أشتري ما أحتاج من أي مكان! حتى المستوصفات وعيادات الأسنان، حيث أهملت أسناني بسبب ذلك!

والسبب أنني أحس أنني قبيح الوجه وأن الناس ينظرون إلي بازدراء، حيث يتواجد سواد تحت العينين، مع أن أقربائي والذين أعرفهم يقولون لي أنني وسيم، لكن لا أستطيع الاقتناع بذلك أبداً، وأحس أنها كذبة يريدون بها علاجي من هذه المشكلة.

أنا بجحيم دائم، حيث إنني أريد أن أخرج وأتمتع بالحياة لكن لا أستطيع، أنقذني يا دكتور الله ينقذك من النار.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك لا شك أنها هي إحدى حالات الرهاب أو الخوف الاجتماعي، واعتقادك بأنك قبيح الوجه ليس صحيحاً، إنما هو مبرر نفسي كي لا تخرج ولا تختلط بالآخرين.

المخاوف ليست دليلاً على الضعف في الشخصية أو الجبن، إنما هي سلوكٌ نفسي مكتسب، والشيء المكتسب يمكننا أن نتخلص منه والقضاء عليه.

طريقة علاج مثل هذه المخاوف هي أن تحاول أن تواجه هذه المخاوف في الخيال أولاً، أي تتخيل أنك في أحد المجمعات الكبيرة، أجلس في منزلك وأنت مستلقياً ومسترخياً، وتأمل أنك ذهبت إلى أحد المجمعات الضخمة وقمت بالتجول فيها وشراء ما تريد، عليك أن تهتم بالتفاصيل، بمعنى أنك أوقفت السيارة ودخلت وهنالك مسئول الأمن والرقابة، ثم بعد ذلك تجولت، ثم اخترت ما تريد، ثم أتيت إلى مكان دفع النقود ..وهكذا، عليك أن تعيش هذه الرحلة بدقة شديدة وبتأملٍ شديد وباقتناع أن هذه وسيلة علاجية جيدة .

هذا يُعرف بالتعرض في الخيال وهو فعال جداً، ويجب أن لا تقل مدة التعرض في الخيال عن نصف ساعة، وأن تكرره يومياً .

أرجو أن تنتقل بخيالك من خوفٍ إلى آخر، وستجد إن شاء الله أن الخوف أصبح يقل.

ثانياً: لابد لك من التطبيق العملي، فابدأ بأقل الأشياء التي تحس أنك تخاف حيالها، واذهب إليها وأنت على قناعةٍ بأن فكرة الخوف هي فكرة سخيفة وليست مؤسسة أبداً، وربما تحس بقلقٍ زائد في البداية، ولكن صدقني مع الاستمرار والوقوف في المكان الذي تخاف منه ستجد إن شاء الله أن هذا الخوف أصبح يقل بكثير .

الحمد لله الآن أصبحت توجد أدوية لعلاج الرهاب الاجتماعي، ومنها عقار يُعرف باسم زيروكسات، وآخر يُعرف باسم ماكلوبمايد، وثالث يُعرف باسم سبراليكس، وهنالك علاج قديم أيضاً يعرف باسم تفرانيل.

الدواء الذي أود أن تبدأ في تناوله هو زيروكسات، وجرعة البداية هي نصف حبة (10 مليجرام) تأخذها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدّل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً، حتى تصل إلى الجرعة العلاجية وهي حبتين في اليوم، أي 40 مليجراماً، أرجو أن تستمر على هذه الجرعة بصفةٍ مستمرة لمدة سبعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بأن تنقص نصف حبة كل أسبوعين حتى تتوقف عن العلاج.

هنالك دواء آخر أيضاً يفيد جداً يُعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تبدأ بتناوله بمعدل نصف مليجرام أي حبةٍ واحدة في الصباح، وذلك لمدة ثلاثة أشهر.

هذا دواء مساعد، أما الدواء الأساسي فهو زيروكسات.

وأخيراً: أود أؤكد لك أن الشفاء التام من هذه المخاوف ممكن بإذن الله تعالى، ويمكنك اتباع الإرشادات وتناول الدواء .

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً