السؤال
أنا طالب جامعي، أعاني من بعض المشاكل، أحس أني أتوهم وجودها، فأنا شديد الشك، وليس لدي ثقة في الآخرين أو في قدراتي وأحتاج إلى الطريق إلى الله.
أنا طالب جامعي، أعاني من بعض المشاكل، أحس أني أتوهم وجودها، فأنا شديد الشك، وليس لدي ثقة في الآخرين أو في قدراتي وأحتاج إلى الطريق إلى الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الشكوك هي في حقيقة الأمر متواجدة لدى بعض الناس، وهي تختلف في حدتها وشدتها، إذا كانت الشكوك بسيطة في المواقف التي تتطلب الشك، فهذه تعتبر ظاهرة صحية؛ لأن الإنسان إذا لم يشك في بعض الأمور ربما يرتكب بعض الأخطاء ويقع فيها، ولكن إن كانت بصفةٍ دائمة وغير مبررة، ففي هذه الحالة ربما تعتبر جزءاً من الشخصية، وفي هذه الحالة تعتبر الشخصية بالشخصية الظنانية أو الشكوكية، أما إذا وصلت الشكوك لمرحلة الاعتقاد الوهمي الجازم، ففي هذه الحالة تكون شكوك مرضية.
الشكوك الشديدة تُعالج عن طريق الأدوية المضادة للشكوك، أما الشكوك البسيطة والوسطية، فهي تُعالج عن طريق أن يحاول الإنسان أن يغير من طريقة تفكيره، ولابد له أن يسعى لحسن الظن دائماً، وهذا الذي أعتقد أنك تحتاج إليه.
كما أنك حين تشك في الأمر يجب أن تضع الاحتمالات الأخرى، أي لا تلجأ فقط إلى سوء التأويل، فإذا رأيت أن سوء التأويل يفرض نفسه عليك، فعليك أن ترده وتعتبره ليس بصحيح، وأن الاحتمالات الأخرى ربما تكون هي الصحيحة.
أنت حين تُشغل نفسك بهذا النوع من التفكير والحوار الذاتي سوف تجد أن الشكوك بدأت تقل كثيراً، كما أنه من المستحسن لك أن تُطور من علاقاتك الاجتماعية، بأن تبني بعض الصداقات، وهذه الصداقات في أول الأمر يمكن أن تكون في مجموعةٍ صغيرة من الناس، بعد ذلك سوف تتسع -إن شاء الله- دائرة هذه الصداقات.
من أجمل وأفضل الصداقات هي صداقات المسجد، حيث لا توجد شكوك، فالكل آتٍ لهدف واحد، نفوسهم طاهرة متطهرة تسعى إلى الله، وهنا يمكنك حقيقةً أن تتخلص من الكثير من الشكوك.
حافظ على صلواتك في الجماعة، ويا حبذا لو كانت هنالك حلقة لتلاوة القرآن، أو يمكنك أن تحضر بعض الدروس التي تُلقى بعد الصلوات، والحمد لله الدروس في مصر تلقى في الكثير من المساجد بعد الصلوات.
عليك أيضاً بممارسة الرياضة الجماعية ككرة القدم مثلاً، ففي كرة القدم يحدث نوعٌ من التخاطب اللاإرادي بين الناس، وهنالك التخاطب الحركي أيضاً وُجد أنه يحسن من الدافعية، ويحسن من حسن الظن، ويمتص كل طاقات الغضب والتوتر، وحتى الشكوك.
حافظ على ذلك، ودائماً كما ذكرت لك لا تضع احتمالاً واحداً في تعاملك مع الناس، كسوء التأويل، إنما ضع الاحتمالات الأخرى، وأعطها نفس الفرصة في حيز تفكيرك، وستجد إن شاء الله أنك قد انطلقت بصورةٍ جيدة، كما أن هذه الطرق البسيطة التي حدثتك عنها تُساعد أيضاً في تقوية شخصيتك، ودائماً حاول أن تضع نفسك في مكان القيادة، وأن لا تُقاد للآخرين.
ضع برامج يومية وأسبوعية لنفسك، خاصةً فيما يتعلق بدراستك، وضع هدفاً أمامك تسعى للوصول إليه، وعليك أن تعيش الحاضر بثقة، وأن تعيش المستقبل بأمل.
أرى أنك والحمد لله بخير، فقط نفذ الإرشادات النفسية السلوكية، وسوف تتحسن وإن أخذ ذلك وقتاً من الزمن فلا تنزعج لذلك.
وفقك الله لكل خير.