السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب جزائري في 16 سنة من عمري، أعاني من مشكلة نفسية، حيث أنني لا أملك شخصية متينة ولا أثق في آرائي وفي كل شيء، يعني أن ثقتي بنفسي مدمرة، فكلما فكرت في أمر قلت إنه خطأ، وهذا ما يسبب لي الكثير من المشاكل ومن أمثلة هذا ما يحدث معي في الدراسة، فعندما يطرح الأستاذ سؤالاً وأجد جوابه لا أرد عليه لأني لا أثق في صحة ما أقول، كما أنني لا أصدق الأمور الأكثر وضوحاً وإثباتاً ومنطقية؛ إذ أنني أقول لأنها مخطئة، أتمنى أن تعطوني إرشادات مفيدة وقادرة على منحي الثقة في نفسي.

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أيمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً أيها الابن الفاضل على سؤالك.

لاشك أنك في مرحلة التكوين النفسي والوجداني والجسدي، وهذه المرحلة تتميز في كثير من الأبناء بعدم التأكد من الذات، كما أنها تتميز بنوع من عدم الاستقرار النسبي، وربما تكون هنالك نوع من الوساوس والهواجس، فهي تعتبر مرحلة طبيعية من مراحل التطور النفسي والتطور الوجداني لدى الإنسان، فعليه أرجو أن تطمئن أن هذا الأمر إن شاء الله أمر مؤقت جداً.

الذي أنصحك به -أيها الأخ الفاضل- هو أن تركز على دراستك وأن تضع برامج يومية تمارس فيها شيئاً من الرياضة، وتأخذ قسطاً من الراحة، ثم تخصص الوقت الأكبر لدراستك، وفي نهاية الأسبوع يمكن أن تقوم ببعض الزيارات، كما أن المحافظة على العبادات والصلوات يعتبر حافزاً قوياً للإنسان حتى يكون أكثر مقدرةً وتركيزاً، أرجو أن لا تتردد مطلقاً في الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الأستاذ، وعليك أن لا تساوم نفسك أبداً حين يُطرح السؤال، فكر فيه ثم أقدم على إجابته بكل ثقة، ولا يهمك مطلقاً إن كنت مخطئاً، فالمعلم يتفهم ذلك تماماً.

أرجو أيضاً أن تتصور نفسك في وقت فراغك أنك تقدم محاضرة أو درساً لزملائك، أو أنك تلقي خطبة، ويمكنك أن تقوم بتسجيل مثل هذه الأحاديث ثم الاستماع إليها مرة أخرى فذلك -إن شاء الله- يعطيك الكثير من الثقة بنفسك.

كما ذكرت لك سابقاً تعتبر هذه مرحلة تطور طبيعي، -وإن شاء الله- ستكون عارضة جداً، فقط عليك التركيز في الدراسة وتنظيم الوقت كما ذكرت لك سابقاً والإقدام وعدم التردد.

وبالله التوفيق.