الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في الماضي والمستقبل يحاصرني مع وساوس كثيرة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

وأنا في عملي تأتيني وساوس كثيرة عن الماضي، وتستفزني وأقاومها، حتى في فترة كورونا زادت الوساوس والصدمات والمشاكل المتتالية، وتعبت كثيرًا، وضاق صدري، والوساوس تخنقني، والتفكير في الماضي والمستقبل، وخمول وصداع، وإمساك.

وضيق الصدر ما زال موجودًا لا يفارقني، وهذه الحالة منذ حوالي 5 أشهر، وتعبت، وتركت عملي، ويحصل اجترار فكري، وقلق وخوف أحيانًا، وأحيانًا أغضب وأفكر في الانتحار، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، ولدي ضيق في صدري، فما الحل؟ وماذا أفعل؟

أصلي يوميًا في المسجد، وأقرأ أذكار المساء والصباح في أوقاتها، ولكن لم أرتح، والوساوس لا تتوقف عني، وساوس في كل شيء، وأتخيل نفسي أني بلا قيمة، ولا يوجد لي شعور اتجاه أي شيء أبدًا، فأرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك فرق بين وساوس التفكير في الماضي بحلوه ومره، والتفكير في المستقبل وما يُتوقع فيه، وبين الوساوس القهرية التي تجعلك تغسل يديك عشرات المرات ظنًّا أنها متسخة، أو تغلق الباب عشرات المرات قبل أن تغادر إلى العمل، فهذه الأفعال تسمى الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder).

أما التفكير في أحداث الماضي، والتفكير الزائد في المستقبل، فهذه تشوشات في الفكر، ويمكن البدء في التخلص منها بالقراءة، خصوصًا قراءة كتب التنمية البشرية، وما يتعلق بالطاقة الإيجابية، مع التزام ورد من القرآن يوميًا - حفظًا وتلاوة - وممارسة رياضة المشي، أو رياضة جماعية مع بعض الأصدقاء، للخروج من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي المنطقي، ممَّا يُحسِّن من الحالة المزاجية، ويقلِّل من التشويش الفكري.

أمَّا الخمول والصداع وآلام المفاصل أمور تتعلق طبيًّا بفقر الدم، ونقص الفيتامينات، والإرهاق البدني، وعدم أخذ قسط كاف من النوم، لذلك لا مانع من ضبط مستوى الفيتامينات من خلال تناول كبسولات فيتامين (D3) جرعة خمسين ألف وحدة دولية (كبسولة واحدة) كل ثلاثة أيام، مع تناول حبوب فيتامين (B12)، وحبوب كالسيوم وماغنسيوم، وفيتامين (C) جرام يوميًا، حبة واحدة من كل نوع لعدة أسابيع.

ومما يساعد في علاج الإمساك الحرص على شرب المزيد من الماء، والعصائر الطازجة، والخضروات المطبوخة، والسلطات، وزيت الزيتون، ولا مانع من تناول كبسولات (بروبيوتيك probiotic) مرتين يوميًا.

كذلك يمكنك تناول ملعقة من مطحون بذور الكتان (flax seeds) ، وملعقة من بذور الشيا (chia seeds)، بالإضافة إلى ملعقة من مسحوق الصمغ العربي - موجودة في محلات المكملات الغذائية، ومحلات العطارين، وبعض الصيدليات-. وهذه المواد مواد طبيعية وفعالة في علاج القولون، والإمساك وما يصاحبه من غازات وانتفاخ، وعسر هضم.

وإذا استمرت حالة الوساوس، والخوف المرضي والخوف من الموت، والميول الانتحارية؛ فلا مانع من تناول كبسولات (بروزاك prozac) جرعة عشرين مليجرامًا لمدة شهر، ثم أربعين مليجرامًا لمدة عشرة أشهر، ثم العودة لجرعة عشرين مليجرامًا لمدة شهر، ثم التوقف عن تناولها، ولا مانع من زيارة طبيب أمراض نفسية وعصبية لمتابعة حالتك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً