السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أصبحت متهورة جداً، وأحيانا فضولية وأدخل نفسي في أمور تتعب النفس والفكر، الأمر لا يقتصر على الفضول والتهور، بل على الشر والمعارضة، عندما أرى معتقدا أو فعلا خاطئا أجادل أصحابه، أشعر بأنني أكره فكرة وجود الشر سواء بين الرفوف أو وسط الزحام، وهذا الأمر يرهقني، أمر المجادلة الهدامة تلك.
المشكلة أنني عندما أقرأ كتابا ما مثلاً أشعر على الفور بأنني أستطيع الرد؛ لأنني تعلمت شيئا جديدا، هذا حقاً أمر سلبي حقاً؛ لأن الجدال يجب أن يرافقه علم كاف، ونفس هادئة مستقرة تعرف آداب الجدال المؤثر.
أشعر وكأنني أدخل حرباً فكرية بلا معدات للقتال، والنتيجة تكون تأنيب الآخرين لي وتأنيبي لنفسي، من المحزن أن أعرف أن الطرف الآخر خاطئ بينما أنا لدي الحق ولكنني خاوية الوفاض، من المزعج أن يقولوا بأنني مخطئة بينما أنا أعرف ما الحق، وخطئي التهور، فكيف للمرء أن يحارب دون سيوف واستراتيجية؟ لا أستطيع النوم من كثرة التفكير، أشعر بأنني أدخلت نفسي فيما هو أكبر مني، وهذا شعور قاس ومحبط بحق.
المؤلم أيضاً أنني بعد الجدال أشعر بالنور من الأشخاص الذين تلقيت منهم العلم، كبعض المشايخ في الإعلام، مع أنني أحب متابعتهم وأعرف أنهم جيدون، إلا أنني عندما أتأثر من شخص ما يقول شيئا إيجابيا بشكل سلبي، هذا ما يحدث.