السلام عليكم.

عمري 22 سنة، كنت أعاني من التلعثم منذ الصغر، وهذا سبب لي مشكلة كبيرة في حياتي، وأبعدني عن الناس لمدة 4 سنوات في عزلة، لا أقوم بأي من النشاطات الاجتماعية أبدا، وكنت مكتفي بالدراسة فقط، وهذا أثر كثيرا على الدراسة.

أنا الآن أقضي الخدمة العسكرية، ولكن التلعثم يسبب لي مشكلة كبيرة في التعامل مع من حولي، أفكر في الكلمة قبل نطقها، قليل الكلام جدا، صحتي النفسية مدمرة، حاولت الانتحار، ولكني شديد التعلق بالله، أريد المساعدة، ماذا أفعل؟ كيف أتعامل من التلعثم؟ وما علاجه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحلّ هذه العقدة من لسانك ليفهموا قولك.

الأمر بسيط جدًّا، وما الذي جعلك تقول أن نفسيتي مدمّرة وكنت تفكّر في الانتحار أو تحاول الانتحار؟! هذا أمرٌ انفعالي جدًّا، هذا أمر سلبي جدًّا، لا، حقيقة هذا النوع من التفكير في حد ذاته يُسبب لك نوعًا من الضغط النفسي الكبير، ويُعرف أن التلعثم له علاقة كبيرة بالانفعالات السلبية، كالضغط النفسي مثلاً. فكن إيجابيا، أنت شاب، الحمد لله، الله تعالى وهبك طاقات كثيرة جدًّا، وهذا التلعثم يمكن أن يُحلّ تمامًا.

أولاً: توجد أدوية جيدة، أدوية طيبة، أدوية فاعلة -إن شاء الله تعالى-، منها دواء يُسمَّى (أولانزبين) يمكن أن تتناوله بجرعة 2,5 مليجرام ليلاً، توجد حبة تحتوي على خمسة مليجرامات، يمكن أن تتناول نصفها – أي 2,5 مليجرام – ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعلها 2,5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

يُضاف إليها أيضًا أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الذي دائمًا قد يحدث عند المواجهات، الدواء بسيط جدًّا أيضًا، يُسمَّى تجاريًا (إندرال)، وهو أحد كوابح البيتا التي تتحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يجعل الإنسان في حالة استرخاء، ممَّا يجعل ضربات القلب لا تزداد أكثر ممَّا يجب، يستطيع الإنسان المواجهة.

الجرعة من الإندرال – والذي يُسمَّى علميًا بروبرالانول – هي عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً، يمكن أن تتناولها ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرامات صباحًا لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

أمَّا الأولانزبين فيمكن أن تستمر في تناوله لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تجعل الجرعة 2,5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

هنالك تمارين تُسمَّى تمارين الاسترخاء، مهمة جدًّا، منها تمارين التنفس المتدرج، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها وتطبيق التمرينات التي أوردناها في تلك الاستشارة.

أيها الفاضل الكريم: من المهم جدًّا أن تتعلم بدء النطق مع الشهيق، حين تتدرب على التمارين الاسترخائية سوف تعرف كيفية الشهيق وكيفية الزفير، ودائمًا يكون بداية الكلام تعقب الشهيق مباشرة.

أيضًا حاول أن تقرأ القرآن الكريم بتجويد وتلاوة وتدبُر وبصوتٍ عال، وتعلَّم مخارج الحروف ومداخل الحروف، هذا -إن شاء الله- يجعل لسانك ينطلق بصورة جيدة جدًّا.

أريدك أيضًا أن تكتب الكلمات أو الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، مثلاً إذا كان لديك مشكلة في حرف الألف اكتب خمسين كلمة تبدأ بحرف الألف، وكررها، ثم أدخلها في جُمل. وهكذا.

فالأمر -إن شاء الله تعالى- بسيط، ويمكن أن يتم علاجه بصورة فعّالة جدًّا، وطبِّق ما ذكرته لك، وأنا على ثقة تامة أنك سوف تتحسن كثيرًا. أرجو ألَّا تتجنب المناسبات الاجتماعية، خاصة الواجبات الاجتماعية، احضر دعوات المناسبات مثلاً، امشي في الجنائز، قم بزيارة المرضى، قم بممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً مع بعض الأصدقاء، هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدًّا، أرجو ألَّا تتخلف عن هذه الواجبات.

كما يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي لأفكار الانتحار 2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.