السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
رمضانكم مبارك سعيد تقبل الله طاعاتكم، أرجوكم أن تهتموا برسالتي فإني في هم كبير.
أنا مصابة بالوسواس، والوسواس القهري منذ عدة سنوات وأعاني منه الكثير، لدرجة أنني لا أستطيع أداء أية عبادة، وانعزلت عن الجميع مرغمة، وأعاني من الاكتئاب وجد عصبية، يكفي أن أقول لكم: إن حالة أسرتي في أسوأ حال بسببي، وما زاد همي وغمي أن ابنتي الوحيدة ذات الثامنة والنصف من العمر بدأت مؤخراً تظهر عليها علامات الوسواس، حيث إنها بدأت تتضايق من صوت أبيها الذي هي جد متعلقة به وتحبه كثيراً، لدرجة أنها بمجرد ما تسمعه مثلاً يتلو القرآن الكريم في الصلاة تغلق أذنيها خاصة الأذن التي تكون في جهة أبيها، وتتعصب كثيراً وتحمر وتفرك قدميها وتكاد تنفجر، ولا تهدأ إلا إذا صمت أبوها أو غادرت المكان.
علما بأنها جدا متعلقة بأبيها، ولوقت قريب كانت تفضل الصلاة بالقرب منه، وتقوم بنفس التصرف إذا كان صوت التلفاز نازلاً أو صوت المتحدث غير واضح، مع أن سمعها جيد، والمشكلة أنها لا تقول بأنها لا تسمع ولكنها تنزعج وتشرع في لمس أذنها وغلقها، وتغضب في أي موقف مماثل.
والله لقد تعبت خاصة أن شخصيتي أنا مضطربة وموسوسة، وأخاف أن تكون مثلي، بالإضافة إلى أنها مثلاً تكرر السؤال عن أي يوم هذا الذي نحن فيه، وإذا ما حان وقت الصلاة تنظر في اليومية لمعرفة الوقت وتكرر النظر وتكرر السؤال عن اليوم.
علما أننا لم نكرهها ولا نكرهها على الصلاة فهي بمفردها تراقب الأوقات، فهل من علاج لهذه المسألة؟ وكيف نتعامل معها كي تتخلص من هذا الهم وترتاح ونرتاح دون أن نثير انتباهها إلى أن هناك شيئاً ما لديها تعاني منه؟ لأنها تنتبه إلى مثل هذه الأمور كثيراً وتعلق فكرها بها، وهل كل ما هو وراثي لا يعالج؟
أصبحت جداً خائفة أن ترث مني سلبيات شخصيتي الكثيرة، وأحيطكم علماً بأن ابنتي اجتماعية كثيرة الحركة تحب اللعب كثيراً، تتقرب من الآخرين ولكن لا يقبلها ـ مثلاً ـ التلميذات في الفصل وعانت ولا زالت تعاني من هذا الكثير، مع أنها تحبهن وتساعدهن وكثيرة السخاء معهن، ولا يقبلن اللعب معها إلا نادراً.
شفاكم الله وعافاكم ولا أراكم أي هم.
في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.