السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أبدأ بسرد قصتي من البداية، أنا شاب عمري الآن ٢١سنة، أعزب، دائما ما كنت الشاب المندفع الطموح، ذا الثقة العالية، مترأسا لكل مجلس ذهبته، دائما ما كنت الشاب الذكي صاحب أعلى الدرجات علميا ورياضيا، اجتماعي لدرجة كبيرة، لم يخالطني أحد إلا وأحبني -والحمد لله- طبعا، فمحبة الناس هي نعمة من الله.
منذ ما يقارب السنة، تعرضت لحادث لا أعرف حتى إذا كنت أستطيع تسميته بحادث، يمكن أن أسميه بنوبة خوف بشكل مفاجئ، وبلا أي إنذار، إذ دخلت في عقلي فكرة خبيثة بأنني سوف أبلع لساني، تسللت الفكرة إلى دماغي وسيطرت عليه كليا، لم أعرف ماذا أفعل في تلك اللحظة، إذ لم يحصل معي شيء مشابه لهذا الحادث، ظننت أن ضغطي ارتفع أو أني مصاب بمرض عضوي، استدعيت الإسعاف في لحظتها، وأجروا لي فحوص ضغظ الدم، والسكري، ومعدل دقات القلب، واتضح أني سليم، وليس بي شيء.
منذ ذلك اليوم انقلبت حياتي رأسا على عقب، أصبحت أعيش في قلق وخوف وتوتر دائم على مدار الساعة، إذ أن الخوف لم يغب عني يوما واحدا، لم أعد ذلك الاجتماعي، وصاحب الثقة العالية، أصحبت أخشى من أي مناسبة اجتماعية، أو حتى من الجلوس مع الآخرين، انعزلت عن المجتمع كله، انعدمت ثقتي بنفسي لدرجة كبيرة، إذ أصبحت أخشى كل شيء.
ومما ساعد على ذلك أني طالب مغترب بعيد عن أهلي وناسي، لم أعرف كيف صمدت وحيدا، حياتي انقلب بشكل كامل، نظام نومي غير متوازن، حتى نظام الأكل لم يكن صحيحا، وأصبحت أعاني من ألم في المعدة، وآلام في الظهر والرقبة، ذهبت إلى طبيب فأخبرني أنها قرحة بسيطة.