السؤال
إحدى زميلاتي كنت متخاصمة معها، والآن تصفني بالأنانية عبر حسابها، وهي لا تدري أني أرى سبها لي، هي وصاحبتها يضحكون علي، فهل تأتيني حسنات إذا اغتابتني أم لا؟ مع أن هذه الصفات ليست بي، وأكرهها.
إحدى زميلاتي كنت متخاصمة معها، والآن تصفني بالأنانية عبر حسابها، وهي لا تدري أني أرى سبها لي، هي وصاحبتها يضحكون علي، فهل تأتيني حسنات إذا اغتابتني أم لا؟ مع أن هذه الصفات ليست بي، وأكرهها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك بنتنا وأختنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يصلح الأحوال، وأن يؤلف القلوب ويحقق الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن الغيبة -كما جاءت في الحديث- هي ذكرك أخاك بما يكره وهو غائب، كما ورد عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، فلما قيل له: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فجاءت الإجابة منه عليه الصلاة والسلام: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) والبهتان أكبر؛ لأنه كذب وغيبة في نفس الوقت، كما أنه لا يجوز ذكر الإنسان بما يكره، حتى لو كان أمامه، والمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء، ويستوي في كل ذلك كلام اللسان أو الهمز أو اللمز، وعرض المسلم أو المسلمة عند الله عظيم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).
ونحن لا ننصحك بمتابعة حسابها، فإن في ذلك فتح لأبواب من الشر، وسبيل إلى امتلاء النفوس بالحقد، ولن يفرح بذلك سوى عدونا الشيطان، والذي منع الغيبة منع التجسس والتحسس وتتبع العورات، وحتى تفوزي بالأجر الكامل لا تحاولي الدخول إلى حسابها، ولا تستمعي لمن تنقل لك عنها السوء، أو تخبرك بما يقال عنك، واعلمي أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره، وأشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، واعلمي أن من تغتابك تعطيك من حسناتها أو تحمل عنك السيئات، فأنت رابحة وفائزة، وكلامها لن يضرك، والحسنات تنهمر عليك منها ومن صديقتها، والشرط في كل ذلك أن لا تجاريها أو تردي عليها، أو تشغلي نفسك بالبحث والتنبيش، وكل هذا مما يريده الشيطان، حتى يزيد من اشتعال النيران ويحرمك من الحسنات.
وأعلى من كل ذلك أن يكون لك سعي في إصلاح العلاقة، حتى تفوزي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وقول الله عز وجل: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
نسأل الله أن يوفقك ويحفظك ويسدد خطاك.