السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لا أعلم كيف لي أن أطرح مشكلتي، ربما مشكلتي في سوء أخلاقي مع والدي، أو أنه يبالغ في ذلك، أنا أعترف أنني في بعض الأحيان أخطئ، ولكن المشكلة أساسها في التربية، فهو رباني على أخذ راحتي في الحوار معه، ولم يقومني على أخطائي عندما كنت صغيرة، ولما كبرت بدأ باستيعاب هذه الأخطاء، أعلم أن ذلك ليس مبررا، ولكن أنا أجاهد نفسي كثيرا، والله أحاول ولكن لا أستطيع.
والدي رغم حنانه الشديد إلا أنه غريب الأطوار في بعض الأحيان، له تصرفات لا تحتمل، يتحدث أمام الناس في أمور عني لا أرغب أن يعرفها الآخرون هو يراها سخيفة، ولكن أنا لا أراها كذلك، وإذا عاتبته أو انتقدت فعله يبدأ بالصراخ بشكل هيستيري، وينهال علي بالسب والشتم إنه ليس أنا من أخبره فيما عليه قوله، أو لا أعلم إن ذاك الصراخ سببه أنه يشعر بالذنب، ولكن لا يعترف، ويبدأ في تأنيبي بأني عاقة ولا أحترمه، لماذا يتحدث في أموري الخاصة، لماذا يخبر أمه في كل أموري (ويرى أن ذاك من باب البر) وأخواته.
ربما هناك مواضيع نتحسس منها ويرى الكبار أن لا معنى لها لكنها تؤذينا، أسلوبي سيء عندما أعاتبه، ولكن لشدة غضبي في كل مرة بعد الشجار أظنه لن يكررها، ولكنه يعود من جديد، وإذا أخبرت والدتي تشاجرا،، توجد أمور هو من أخبرني أنه علي أن لا أتحدث عنها ثم أتفاجأ بأنه قصها على عمه وأخوه وكل من حوله، ما شأن عمه بأموري الخاصة! ويرى أن ذلك لشدة اهتمام عمهُ بي، وحبه، ولكني لا أستحق فأنا متعجرفة ومتكبرة.
آخر شجار حدث صباح اليوم أخبرني أن ابن عمي كان يسأل عن أمر عني صعقني بإجابته لابن عمي دون أن أشعر أو أقصد قلت ولماذا كذبت عليه، فلقد أخبرت الجميع بأمري (أمور متعلقة بدراستي)، لم أقصد أنه كاذب، فرغ طاقته في هذه الكلمة حتى لا يُشعر نفسه بأنه قد أخطأ بالإجابة، وبدأ ينعتني بالعاقة، وليس من عادته اللعن إلا أنه أستمر في ذاك قُرابة الربع ساعة، فهل أنا سيئة بهذا القدر؟ هل نفسي سيئة؟ في بعض الأحيان أتمنى لو أنني تُراب.
أجتهد في عبادتي دائما، أحاول أن لا أترك سنة ولا نافلة، أقرأ القرآن، أقوم الليل، وأتصدق بقدر المستطاع، وأدعو الله كثيرا ولكني لستُ بارة بوالدي، أنا حزينة من هذا الأمر، أشعر أني أجتهد كثيرا ثم بسبب والدي أو دعائه يذهب كل ما عملت هباءً منثورا، أخشى أن يكون الله غاضبا مني، ولكن ما الحل مع والدي؟ في كل مرة أُخبر نفسي أنها المرة الأخيرة التي أُعاتبه ولكني لا أستطيع، فماذا أفعل؟ فهل هو ابتلاء وعلي أن أصبر، أم أحاول الدفاع عن نفسي بأدب رغم أني أعلم أنه لن يُجدي نفعا؟ أخبروني إن كنت مُخطئة، وما الذي علي فعله؟ انصحوني فأنا أحتاج النصيحة.