السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم لعل الله يجعل بين أيديكم الشفاء.
أنا طالبة طب، وأعاني من زيادة الوزن، ليس لدي أنشطة خارج الدراسة، وأعاني من الخمول والكسل والسهر بالمجمل، وأعيش حياة غير صحية، ولدي مشكلة التسويف، وأترك الدروس متراكمة وأدرس في آخر لحظة، وينتج عن هذا توتر شديد قبل الامتحانات.
مشكلتي الفعلية حاليا أنني عانيت في صغري من الخوف بسبب بحث أجريناه عن السيدا، وكنت أبلغ 13 سنة، وزال الخوف تماما بعدها.
في السنة الثانية من دراسة الطب أصبت بنوبة هلع بسبب مرض أختي، وبسبب دخولي إلى الامتحان الاستدراكي، و-الحمد لله- تجاوزتها في فترة قصيرة، على الرغم من معناتي مع التجشؤ، ولكن مع الوقت خف تماما.
في العام الماضي في السنة الرابعة من الطب درسنا عن أمراض القلب، وأمراض الجهاز العصبي، وأصبت بخوف شديد من أن أعاني من هذه الأمراض، تجاوزت الخوف بعد فترة من اجتياز الامتحان الخاص بكل مادة.
هذه السنة درسنا عن الأمراض العقلية، ودرسنا عن نوبات الذعر، صدمت أنها تصف حرفيا ما مررت به، رغم علمي بأنها حالة نفسية، لكن دراستها جعلتني أشعر بأنني مريضة، والتعمق بها سبب لي الخوف، أشعر وكأن لي احتكاك مباشر مع المرضى، وأنهم سردوا لي حكايتهم فأصابت بالخوف والقلق من الإصابة بهذه الأمراض.
كنت أتجنب الاستماع لقصصهم حتى لا أفكر فيها أبدا، أخبرت الأستاذة بمعاناتي وأكدت لي أن جميع الذين درسوا الطب مروا بحالات كهذه، رغم نجاحي في اجتياز الامتحان، وبعد مرور ثلاثة أشهر ما زلت أخاف من هذه الأمراض، وأتجنب قراءة ومشاهدة أي شيء يخص هذا الموضوع.
أعرف أن كل شيء بيد الله، أواظب على صلاتي قدر المستطاع، ولكن فكرة أنني سأصبح مريضة تراودني دائما، أصبحت أخاف على إخوتي ووالداي من الإصابة بهذه الأمراض.
أشعر بصراع داخلي، أعلم بأنه تفكير تافه، ولكن في نفس الوقت تسيطر الأفكار على تفكيري، وأشعر بحزن، وهذه الأفكار تنغص حياتي، وليس للأفكار تأثير كبير جدا، فأنا أجلس مع عائلتي، وأحاول الترفيه عن نفسي قدر المستطاع، وأروي لأمي دوما عن مخاوفي، وهي تطمئنني، لكن الفكرة عالقة في رأسي.
ندمت لاختيار الطب؛ لأنه أنهكني كثيرا، فبعدما كنت أطمح لخوض غمار مجال الجراحة والأمراض القلبية، أصبحت أتوق فقط للحصول على شهادة طبيب عام، والاكتفاء بهذا القدر.
قرأت في موقعكم عن حالات مشابهة، أرجو نصحي، وبالنسبة للعلاج الدوائي بعد دراستي لم أقتنع بالأدوية لعلاج حالتي، لأن التعود على الأدوية يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وأنا أريد حلا جذريا لحالتي، فهل زيارة الطبيب النفسي ضرورية؟ أم يمكنني التغلب على المشكلة لوحدي بعون من الله؟
عند الاستماع إلى القرآن من بعض المشايخ فإنني أخاف ويضيق صدري، وعند قراءة القرآن لوحدي لا أشعر بشيء، أريد التغلب على هذا الخوف، أستطيع دراسة المقالات عن الأمراض النفسية، والاستماع للمرضى دون خوف، لأنني سوف أتعامل مع المرضى يوميا.
أعتذر على طول الرسالة، ولكن أرجو تفهم موقفي، وجزاكم الله خيرا.