السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شكراً لكم، أود استشارتكم في مشكلة تواجهني، وأشعر أنها تزداد سوءاً، وأخاف أن تخرج عن السيطرة.
أنا فتاة في أول العشرين من عمري، كثيرة القلق، فتركيبة شخصيتي هكذا، أمي وأبي أشخاص قلقون، وأنا تربيت في هذه البيئة المتوترة، وللأسف أصبحت مثلهم أتوتر وأخاف كثيراً.
مؤخراً منذ 4 شهور أفكر كثيرا في المستقبل وأخاف منه، دائمة التفكير ما هو الأفضل لمصلحتي، دائما أتخيل الكوارث وأخاف منها، أتذكر الماضي السيئ وإساءات الناس وأضخم المواقف الصغيرة، وأكتئب وأحزن، وأشعر دائما بتأنيب الضمير إذا ضايقت أحدا ما في الماضي، وأحقر نفسي، حياتي مليئة بالنعم، وأموري طيبة، لكني دائما حزينة وأركز هل الأشياء السلبية وأنسى نعم الله، أخاف أن يعاقبني الله على جحودي هذا.
لقد قرأت عن الأعراض التي أعاني منها، وهي القلق الوسواسي، والمخاوف الوسواسية، حيث إن الأفكار تتدفق إلى عقلي وتسيطر على مزاجي وتعكره، مع أنني دائمة الذكر، وخاصة أثناء هذه الأفكار حتى لو فتحت المصحف الشريف، وقرأت منه لا تختفي هذه الأعراض، أصبحت مصابة بالصداع المزمن، -والله- تعبت جدا وحسبي الله ونعم الوكيل.
أصبحت في الفترة الأخيرة لا أنام جيداً ، كنت آخذ سيبراليكس 10 مل بإشراف الطبيب لمدة 3 سنوات، حبة يوميا، وفي فترة الامتحانات كنت أتناول حبتين يوميا، وأوقفته منذ حوالي 6 أشهر.
أفادني الدواء في تخفيف التوتر والاكتئاب الناجم عن القلق، لكن القلق والوساوس لم تذهب كما يبدو.
قبل أن أفكر في الكتابة إليكم كنت أحاول المقاومة والصبر وممارسة أشياء نافعة وسلوكيات تخفف من المشاكل، جربت تمارين الاسترخاء مرة أفادتني، وأحاول الاختلاط بالناس وتحسين علاقاتي، نفعني ذلك -الحمد لله-، لكن الوسواس لا أظنه قد خف.
أنا لا أريد أخذ دواء؛ لأنني أرى أنه ليس ضمانا للمستقبل، أي أن الإنسان قابل للانتكاس إذا مرت عليه ظروف سيئة في المستقبل، هل مفعول الدواء يستمر مدى الحياة؟ أليس من الأفضل أن يحارب الإنسان مشاكله النفسية ليتعلم كيف يتغلب عليها بدلا من أن يأخذ الدواء؟ ما توجيهاتكم؟ هل الدواء لا مفر منه؟