السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب أبلغ من العمر 20 سنة، بدأت معاناتي قبل ثلاثة أشهر بعد أن جربت أكل مادة مخدرة تسمى المعجون أنا وصديقي، وقبل أكلها كنت موسوسا أنها قد تجنني، المهم بعد ربع ساعة من أكلها بدأت الوساوس أنني سأفقد عقلي، فجاءتني نوبة هلع ظننته الجنون؛ لأنني لم أعرف ما هي، الغريب أن صديقي كان سعيدا.
ذهبت إلى المنزل فصارحت والدي بالموضوع فقال لي سنذهب في الصباح للمستشفى. لم أنم الليل كله حتى الصباح، ذهبت فأخدت حقنة لإخراج السموم وفيتامين ب، شعرت بتحسن لكنني ظللت موسوسا.
بعد مرور أسبوع أصبحت أخرج من المنزل للقاء الأصدقاء، فتفأجات بالنوبة بعد رؤية شخص مصاب بالجنون، بعد ذلك أصبت بقلق دائم ووسوسة دائمة وتغرب عن الذات وكأنني في حلم، وأرق دقات سريعة بالقلب، فقلت في نفسي: إنه بداية الجنون، كنت مرتعبا ولم أشعر بتحسن حتى كتبت الأعراض في الويب، فتفاجأت أن عددا كبيرا يعاني من نفس الأعراض وأنها قابلة للشفاء.
ارتحت نوعا ما لكن الوسواس من الجنون لا زال يلازمني، ولا زلت قلقا وخائفا من كل شيء، فقررت الذهاب عند طبيب نفسي، شخص حالتي وأعطاني سيرترالين نصف حبة لمدة شهر، وأنا الآن أشعر بتحسن بعد 28 يوما.
أنا ألعب الرياضة ومحافظ على الصلاة والدعاء، وأخرج مع الأصدقاء، أقوم بتمارين الاسترخاء والتأمل والتنويم الإيحائي، وأشرب الدواء، وأحاول أن أفكر بإيجابية، لكنني لا أشعر بارتياح، وأكره أن أرى شخصا مجنونا، وإذا قرأت عن الفصام أقول في نفسي: إنه سيصيبني وسأصبح مجنونا، وأستغرب أنني لا أخاف الموت والمرض لكن أخاف وأشعر بالرعب من فكرة فقدان العقل، خصوصا عندما يأتيني التغرب عن الذات، رغم معرفتي أن التغرب عن الذات، ودقات القلب، والأرق سببها القلق النفسي، لكن مع ذلك فكرة إصابتي بالجنون متسلطة.
أنا امتنعت عن كل المخدرات الآن، فهل ممكن أن أصاب بالجنون بهذه الوساوس أم سأتعالج نهائيا؟ أريد طريقة أبعد بها هذه الفكرة وهذا القلق. أنا الآن مواظب على العلاج السلوكي والمعرفي والدوائي مند شهر تقريبا، لكنني لا أشعر إلا بتحسن بسيط، وفي بعض الأوقات أقول إنني تعافيت لكني أنتكس.
بماذا تنصحني؟ بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأستسمح على الإطالة.