السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم لطفلين، ولدت طفلتي الأولى بعملية قيصرية، بسبب عدم فتح الرحم وانفجار كيس الماء في بداية الولادة، وأجريت القيصرية وكانت سهلة، وبعدها بسنة حملت بابني الثاني، وأثناء حملي حصل إهمال من قبل الأطباء في السويد، ولم يتم مراقبة حملي بشكل صحيح، وعند مرور أربعين أسبوعا من الحمل لم يحصل أي طلق، واستمر حملي43 أسبوعا، وبدأ الوجع ونزول قطرات صغيرة من الدم.

ذهبت للمشفى، وأخبروني أن الرحم مفتوح 1سم فقط وليس هناك ولادة، وبعد 3 أيام أصبح الوجع لا يحتمل، وكان الرحم مفتوحا 5 سم، وتهيأت للولادة وأعطوني إبرة الظهر، فانخفضت دقات قلب الجنين للعشرين، وشعرت بأن جرحا قديما انفجر، وفعلا أجروا عملية قيصرية، وكأن جرحا قديما تمزق، وطفلي تعرض لنقص الأوكسجين في الدماغ، ووضع في حضانة التبريد لثلاثة أيام.

أخبروني أنني لا أستطيع الحمل مرة أخرى؛ لأن الرحم ضعيف جدا بسبب تكرار القيصرية، وهذا الشيء يؤلمني؛ لأني وزوجي نحب الأطفال جدا، فما رأيكم الطبي في هذا الموضوع؟ وهل رحمي سوف يتعرض لالتصاقات في المستقبل؟ وهل يمكنني الإنجاب مستقبلا؟

شكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Am Yahia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك, ونسأله عز وجل أن يحفظ لك طفلك الجميل.
من الناحية الطبية لا ننصح بالحمل بعد حدوث تمزق في الرحم من أي نوع كان, فالحمل في هذه الحالة يعتبر من الحمول عالية الخطورة, وقد يعرض حياة الأم إلى الخطر, ولكن هذا لا يعني بأن الحمل غير ممكن بعد تمزق الرحم, لكن يعني بأن من واجب الطبيب أن يوضح للسيدة بأن حياتها قد تتعرض للخطر في الحمل القادم وعليه، أيضا أن يوضح لها نسب الخطورة واحتمالاتها في حال قررت الحمل، وأن يثبت ذلك في ملفها الطبي, فإذا ما رغبت السيدة تتحمل تلك الخطورة، أي رغبت بالحمل مجددا بعد معرفتها بتلك النسب والاحتمالات بوضوح, فهذا سيكون خيارها هي ويجب احترامه, وبالتالي سأقوم بتوضح احتمالات الخطورة لك حتى تتمكني من إتخاذ قرارك بشكل مدروس مع زوجك.

إن احتمال تكرر حدوث تمزق الرحم ثانية في الحمل القادم يعتمد على نوع التمزق الذي حدث عندك وعلى شدته -الطبيب الذي أشرف على العملية سيفيدك بهذه المعلومات وستكون مسجلة في ملفك-، فإذا كان التمزق قد حدث في الجزء العلوي من الرحم وأصاب كامل سماكة جدار الرحم فإن احتمال تكرره ثانية إذا ما حدث حمل جديد يصل إلى 20٪ , بمعنى أن أمامك فرصة 80٪ لأن يتم الحمل بشكل سليم و20٪ لأن يحدث تمزق في الرحم, فإذا ما اتخذت قرارا بالحمل في هذه الحالة فسيكون بناء على مسؤوليتك, ويجب أن تتم الولادة عن طريق عملية قيصرية مبرمجة عند 35 أسبوعا، ويجب إدخالك المستشفى للمراقبة قبلها بأسبوع أي عند 34 أسبوعا.

أما إذا كان التمزق قد حدث في الجزء السفلي من الرحم، ولم يأخذ كامل سماكة جدار الرحم, فإن احتمال تكرره ثانية هو في حدود 5٪ فقط, أي هنالك فرصة 95٪ لأن يستمر الحمل بشكل سليم ولا يحدث تمزق, وفي هذه الحالة يجب عمل قيصرية مجدولة عند بلوغ الحمل 37 أسبوعا.

هذه آخر الدراسات وأحدثها بشأن تمزق الرحم واحتمال تكرره, وعلى الطبيب أن يقوم بشرحها للمريضة حتى تتمكن من اتخاذ القرار بناء على مسؤوليتها, فإذا اتخذت القرار بالحمل فعلى الطبيب احترام رغبتها بذلك وعدم معارضتها، بل متابعة حملها بشكل متقارب وبحذر مع اتباع التوصيات السابقة بشأن تاريخ العملية.

أرجو أن أكون قد أوضحت لك الأمر بشكل علمي وعملي, مع أمنياتي لك بدوام الصحة والعافية دائما.