السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، أعاني من انعدام الثقة بالنفس تماما، وأشك في قدراتي، وأرى أنني أغبى وأبشع الناس شكلا.
أقارن نفسي بالآخرين كثيراً، وأتساءل لم فلانة أجمل وأذكى مني؟ ليس عن حسد أو غيرة -معاذ الله-، ولكنها طبيعة تأصلت بي منذ الصغر، ونتيجة لذلك تأزمت حياتي، أحاول دوما أن أحمد الله على نعمه، وأذكر نفسي بأنه خلقنا في أحسن صورة، وأنه -سبحانه وتعالى- عدل في تقسيم أقدارنا، وأن أحب نفسي وأتقبلها كما هي، وأنني سأحاسب على ما أفعله بها أمام الله -عز وجل-.
تمر علي لحظات أضعف فيها، وأذم نفسي، وأقول: كم أنني قبيحة، بشعة، غبية وبليدة، وفي أحيان كثيرة أقاوم نفسي، فأنهض وأبدأ بالاعتناء ببشرتي، وصحتي، وأطالع كتبا متنوعة لأغذي عقلي، وأتقرب من الله سبحانه وتعالى أكثر، ثم لا ألبث أن تعود مشكلتي للظهور فأنزوي وحدي بعيدا، وأكره الخروج ولقاء الناس.
أنا كثيرة الصمت والخوف، وأعتذر من الجميع لسبب وبدون سبب، وأرى أنني المخطئة دوما، وأرى الكل أعلى مقاما مني، وأنني أدنى من الجميع، حتى تدهورت صحتي، وشحب وجهي، وغارت عيناي، وصرت أشبه بالميتة، ونزل مستواي الدراسي، بينما تقدمت صديقاتي بمستواهن الدراسي عني، ولا زلت أدور في الدوامة ذاتها منذ سنوات، صرت كثيرة النوم قليلة الهمة والنشاط، أكره المنافسة والتحديات، وأبغض النظر في المرآة، وأكره جسمي كثيرا.
أعاني منذ صغري من مشكلة التأتأة في الكلام، والخجل، وتطور الأمر لفقدان الشهية، وإن أجبرت نفسي على الطعام لا أستسيغه مطلقا رغم لذته، عرضتني أمي لشيخ رقاني بالرقية الشرعية، لكنني لم أحس بالفرق، وأعلم أن هناك من لديهم مشكلة أكبر من مشكلتي، لكنني أريد التخلص من مشكلتي هذه تماما، وأستغل شبابي في الإبداع، لأني في أحيان كثيرة أثق أنني أملك قدرات كثيرة تتيح لي ترك بصمة بقوة في هذه الحياة، والكل يشهد بذلك، لكنها -كما أسلفت- لحظات لا تلبث وتتلاشى.
أتمنى منكم المساعدة في أقرب فرصة، جزاكم الله عنا خير الجزاء.