السلام عليكم ورحمة الله.

منذ حوالي شهر بدأت أشعر بألم شديد ودائم وحرقة في الصدر لا يذهب عند الراحة، وكنت قد أصبت به منذ سنة وانتهى، لكن هذه المرة المدة كانت أطول والألم أشد، شعرت بالخوف من أمراض القلب والشرايين، الألم ليس في مكان واحد، إنما في كل الصدر أسفل وفوق، مع صوت قرقعة في الصدر، وألم في الجانبين تحت الإبط عند النوم، وبعض الأحيان عند الاستلقاء أشعر بدقات قلبي بشكل كبير وإحساس غريب، وأحيانا أشعر بحرقة في وسط الصدر عند الحركة أو بدون.

تعبت من التفكير وتوترت أعصابي، أجريت تخطيطا للقلب وصورة أشعة سينية للصدر، وكانت سليمة، راجعت أكثر من طبيب باطنية وعام، وتبين أن هذه الآلام من عضلات الصدر، ووصفوا لي مسكنا، ما عدا طبيبا واحدا قال: أن له علاقة بالمعدة، ووصف لي buscopan و omedar، لكني لم أتحسن، وعندما أشرب omedar أشعر بألم أسفل البطن.

وهناك وجع في الظهر واليدين، علما أني لا أمارس الرياضة، وحركتي خفيفة، وأدخن الشيشة، ولكن بعد الألم قمت بتقليل الشيشة، وأعاني من الكوليسترول.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يا ولدي ما زلت في مقتبل العمر ولديك 19 عاما وتعاني من السمنة وارتفاع الكوليستيرول وتدخن الشيشة وهذه الثلاثة تسمى عوامل خطر أو risk factors ستؤثر حتما على القلب في يوم من الأيام، صحيح أن القلب سليم الآن، ولكن لا يمكن تجنب ذلك بعد عدة سنوات، ولذلك يجب إعادة النظر في هذه الأمور حتى تتجنب المشاكل الصحية فيما بعد.

وتدخين الشيشة في كل مرة يساوي تدخين 40 سيجارة، ولذلك فإن ضرر الشيشة أكثر بكثير من ضرر التدخين وكلاهما ضار، وبالتالي من المهم العمل على الإقلاع عن تلك الآفة الضارة التي لا تضر المعدة فقط بل يتعدى أثر ضرر التبغ والتدخين إلى كل أعضاء الجسم.

ومن المعروف أن التدخين سواء الشيشة أو السجائر يؤدي إلى حالة من نقص الأكسجين في الدم، وذلك لأن الهيموجلوبين يفضل الارتباط بغاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودان في السيجارة أكثر بحوالي 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين محملا بالغازات السامة دون حمل للإكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور الخفقان والتعب العام والإرهاق وضيق التنفس والأرق، والحل بيدك الآن في ضرورة الإقلاع عن التدخين وفورا، ودع عنك مقولة لا أستطيع ذلك، أو إنني خففت، لأن في الأمر حياة أو موتا.

ومن الممكن العمل على إنقاص الوزن وعلى التخلص من الكوليستيرول، وذلك بتناول كميات طعام أقل من المعتاد دون تعقيدات حساب السعرات الحرارية، وأول ذلك البعد عن تناول المشروبات الغازية أو الشيكولاتة أو الحلويات، وهي وجبات خفيفة وسريعة ولكنها تحتوي على المزيد من الطاقة والتي يرتفع معها نسبة هرمون الأنسولين لتحويل السكر الناتج عن تناول النشويات والحلويات إلى وحدات طاقة، ويقوم بتخزين الباقي في صورة دهون، ويشعر الإنسان بالجوع بعد ذلك سريعا فيتناول ما يصادفه من طعام، وهكذا يزيد الوزن ولا يجدي الرجيم نفعا عند البدء فيه في ظل تلك الطريقة في تناول الطعام.

ولكي ننجح في التخلص من الوزن الزائد والتخلص من تراكمات الدهون في البطن والأجناب هو البعد عن السكر وكل ما يدخل في مكوناته قدر المستطاع، وتناول الفواكه قليلة السكر مثل التفاح والكمثرى والخضروات مثل القثاء والخيار والسلطات الخضراء والخضروات المسلوقة، وشوربة الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل، والمشوي من الدجاج والأسماك والإقلال قدر المستطاع من الأرز والمكرونات، مع شرب المزيد من الماء، وممارسة قدر من الرياضة من خلال المشي وممارسة التمارين الرياضية في المنزل.

وعند تطبيق هذا المبدأ في تناول الطعام ستجد نتيجة مرضية -إن شاء الله-، مع إجبار سريع للجسم على حرق المزيد من المخزون الدهني لاستكمال الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية دون الدخول في التعقيدات والمعادلات، ومع الإقلاع عن التدخين وإنقاص الوزن والتخلص من الكوليسترول الزائد، فإن كل مشاكلك الصحية من ألم في الصدر والظهر سوف تختفي -إن شاء الله-.

ولعلاج ألم عضلات الصدر والظهر يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك، مع تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية، مع تناول أقراص كالسيوم 300 مج مضغ مرتين يوميا، مع شرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان بصفة منتظمة، ويمكنك أخذ حقن neuorobion في العضل يوما بعد يوم لعدد 6 حقن لتغذية الأعصاب، مع إمكانية تكرارها مرة أخرى، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.