السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك.

عندي أخت لي معلمة ومطلقة ولديها ثلاثة أبناء، وهي تعولهم وتقوم بدور الأم والأب، وقبل أسبوع تقريباً أغمى عليها، أخذناها لأفضل المستشفيات ولم يعرفوا ما هي علتها، تعاني من دوخة شديدة، ولا تستطيع الوقوف حتى للصلاة، وتتقيء أي طعام تأكله، ولها أسبوع نائمة فقط.

أجرينا لها أشعة مقطعية للرأس وفحوصات للأذن الوسطى، وجميع التحاليل يقولون أنها سليمة، فهل تعاني من مرض نفسي بسبب تحملها المسؤولية الزائدة؟ وهل أصرف لها عقار (دوجماتيل 50)؟ أو هل عندها مس أو عين؟ مع أني أقرأ عليها.

أرجو مساعدتي عاجلاً، وجزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى -أخي الكريم- لأختك هذه العافية والشفاء.

عملية الدوخة وفقدان الوعي والنوم لفترات طويلة تجعل الطبيب دائماً يشك أنه ربما توجد علة دماغية، الحمد لله تعالى قام الأطباء بكل ما هو لازم من فحوصات وأهمها قطعاً صورة الأشعة المقطعة للرأس والتي تبين أنها سليمة، فالحمد لله تعالى هذا يعني أن أختك لا تعاني من علة في الدماغ تفسر أعراضها.

وكما تفضلت وذكرت كل فحوصاتها الأخرى سليمة، الجانب النفسي أيها -الفاضل الكريم- لا نستطيع أن نتجاهله قطعاً لكن أيضاً يجب أن لا نندفع ونستعجل نحوه.

حيث أن الإصابات الفيروسية أيضاً يمكن أن تؤدي إلى حالة يكون فيها النوم طويلاً وتكون الطاقات الجسدية والنفسية مفتقدة، لكن توجد أعراض أخرى أيضاً، أنا لا أقول أن -أختك الفاضلة- تعاني من هذا لكن أقول أنها يجب أن تكون تحت المراقبة الطبيبة هذا أفضل -أخي الكريم-، وإذا أكد لكم الأطباء أن هذه الحالة حالة نفسية في هذه الحالة يمكن أن تعرض على الطبيب النفسي، أنا أقول أن الجانب النفسي لا يمكن تجاهله لأن ظروفها الاجتماعية كما تفضلت وذكرت ربما كانت عاملا ضاغطاً عليه.

هنالك نوع من الحالات النفسية التي يحدث فيها نوع من النكوص أو التراجع النفسي، بمعنى أن الإنسان يحاول أن ينعزل أن يتخلى عن مسؤولياته ويكون في حالة شبه غيبوبة، لكنها شبه غيبوبة نفسية هذا لا يعني أن هذا الإنسان متصنع، الذي يؤدي إلى هذا الحالة هو افتقاد الدافعات النفسية، لأن الإنسان لحم ودم ووجدان ويكسر بسرعة في كثير من الأحيان، أنا أعتقد أن عرضها على الطبيب أفضل هذا يجعلكم مطمئنين ويجعلنا كذلك، ومن جانبكم حاولوا مساندتها بالكلمة الطيبة وطمأنتها بمؤازرتها واعتقد أن ذلك سوف يعود عليها بخير إن شاء الله تعالى.

لا تعطوها أي عقار خاصة أن الدوجماتيل قد يسبب اضطرابات هرمونية تتعلق بهرمون الحليب، إذا اتضح أن الحالة نفسية مائة في المائة سوف تستفيد كثيراً من الأدوية المحسنة للمزاج مثل السبرالكس مثلاً.

موضوع العين يا -أخي الكريم- والمس وغيره هذه أمور نحن نؤمن بوجودها، لكن لا أرى أن حالتها ينطبق عليها شيء من هذا، لكن هذا لا يعني أن لا تقرؤوا عليها، ودعوها تقرأ هي أيضاً بنفسها وعلى نفسها هذا فيه خير كثير إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.