السؤال
السلام عليكم
شيوخنا الأكارم، أراسلكم طلباً للمعونة في مسألة تخص جدتي، حيث أنها كبيرة في السن 80 عاماً، ومصابة بنوع من الخرف، فهي تكثر من الخروج من المنزل، ولا تبقى فيه أبداً، وأثناء خروجها تتردد على بيوت الجيران والأقارب، البيت تلو الآخر طيلة اليوم، وهي تدخل للسؤال عن الحال والأحوال، ولا تطيل المكوث عندهم، ولكن كثرة التردد عليهم كل يوم تسبب لنا ولهم الإحراج.
لقد حاولنا الحديث معها كلنا بشتى الطرق، ولكنها لا تصغي، وتتهمنا بأننا نكرهها، وبأننا لا نلبي لها طلباً، وتذكر ذلك لكل من تلقاه، وإذا ألحينا عليها فهي تدخل سراً عندهم، وتنكر ذلك، وأحياناً أخرى تنتابها نوبات عصبية إن أكثرنا نقاشها فتغضب، وتبدأ بالدعاء لنفسها بالموت، وشد شعرها، وغير ذلك، علماً أنها مصابة بالسكري.
أيها المشايخ الكرام: نريد حلاً يعيننا في تقليل هذه الزيارات المتكررة، والتي تتسبب بالمشاكل لأبنائها الإحراج ولها أيضاً، فبعض من تزورهم لا يفتحون لها الباب ويتحدثون عنها بالسخرية، ونحن لا نرضى لها ذلك.
علما أن جدتي في شبابها كانت محبة لصلة الرحم، ولمساعدة الآخرين، وتبغض العداوة، ولكن الأمور الآن تطورت لحد المبالغة، كما وصفت لحكم سابقا كما أنها أمية فيصعب علينا الحديث معها بلغة العلم، وهي تشكو دوماً من تغير الزمان، فكأنها تعيش في عالم مخالف ويصعب عليها التعايش في عالمنا ونحن نتفهمها.
هي كانت محبة للنظافة ومعروفة بشطارتها، ولكنها بلغت درجة أنها مستعدة لتنظيف مزابل الآخرين، وأمر لا يصلح وننهاها عنه دوما ولكنها لا تصغي، فنحن نرى أن الخرف هو السبب، فهي لم تكن سابقاً هكذا، وجدي حي يرزق، وهو يرى ما يحدث ويسكت صبراً، ويحدث أحياناً أن يخاصمها لفترات قد تطول حتى نضطر للتدخل للصلح بينها، خوفاً من أن يموت غير راض عنها.
كيف لنا أن نشرح لها الوضع ونكفها عن هذا دون أن تتأزم حالها أكثر فنحن نخاف من أن تبلغ مراحل أسوأ فيصعب السيطرة عليها حينها.
نسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.