السلام عليكم.

عندما يطول شعر رأسي ألجأ إلى نتفه بشكل غير تلقائي، ولا أعرف لماذا! وأرغب في المزيد، ليس فقط الرأس بل شعر الأنف وحول المؤخرة وحول العانة والإبط، وأثناء نتفه أشعر كأنه مخدر بدون ألم، تقريبا بنسبة 90%.

وأحيانا بعد نتفه أقطعه بأسناني وأرميه، وذلك يسبب لي إحراجا أمام الناس، وخاصة شعر الرأس والأنف، وكأنني مستمتع!

دامت المشكلة أكثر من 6 سنوات، وما زلت على هذا الحال، وأخاف إن أخذت أدوية القلق والاكتئاب للتقليل سيقودني إلى النعاس والصداع ومشكلة في المذاكرة بما أنني في آخر سنة في الجامعة.

شكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتف الشعر أو نزع الشعر باستمرار من الاضطرابات المعروفة التي تدخل ضمن دائرة اضطرابات الوسواس القهري الاضطراري، وتكون دائمًا في سِنٍّ مبكرة، أي في سِنِّ الثمانية عشرة أو العشرين –سِنِّ المراهقة– وتكثر عند النساء، ولكن أيضًا الرجال يُصابون بها، وهذا ما حدث معك.

إذًا هو مرض نفسي معروف، ويقع ضمن طائلة الاضطراب الوسواس القهري، ويجد الشخص عنده رغبة شديدة جدًّا في نزع ونتف الشعر، وإحساس بالقلق، ولا يرتاح إلا إذا تمَّ نزع ونتف شعره، ولا يشعر بالألم، لأن القلق ما قبل نتف الشعر هو السمة الغالبة، لذلك أثناء نزع الشعر لا يحس الشخص بالألم، ويكثر في شعر الرأس، وبعض الناس قاموا بنتف الشعر حتى صاروا بلا شعر (كالأصلع)، وقد عالجتُ كثيرًا من النساء لهذه المشكلة.

علاج الوسواس القهري الاضطراري إمَّا أن يكون بالأدوية، وإمَّا أن يكون بالعلاج السلوكي، والأفضل الجمع بينهما، وأحد العلاج السلوكي هو: أن تلبس دائمًا مثلاً قُفَّازًا في يديك، وذلك يمنع الشخص من نتف الشعر، لأنه لا يستطيع أن ينتف أو ينزع شعره وهو لابس القفازات.

أيضًا من العلاج السلوكي: عدم الجلوس لوحدك، ودائمًا الجلوس مع الناس، لأن في هذه الحالة تتجنب نتف الشعر أمام الآخرين، لأنه لا يستطيع أن يفعل هذا أمام الناس.

أيضًا من العلاج السلوكي: إذا كان هناك في محيط حياتك ضغوط نفسية أو مشاكل حياتية أو أشياء تدعو إلى التوتر والقلق فأيضًا يجب التعامل مع هذه الأشياء، لأنها تُخفف نتف ونزع الشعر في نهاية الأمر.

أما عن الأدوية فهناك أدوية كثيرة مفيدة، ولا تؤدي إلى النعاس أو الفتور، وفي هذا المضمار أرشح لك دواء يُسمى (فلوكستين) ويعرف تجاريًا باسم (بروزاك) 20 مليجرام، يأتي في شكل كبسولات أو حبوب، ويؤخذ بعد الأكل يوميًا، ومفعوله يبدأ بعد أسبوعين، وتحتاج 8:6 أسابيع حتى تستفيد منه، وبعد ذلك يجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض لنتف الشعر، خاصة – كما ذكرتَ – أنك في الجامعة ومُقبلٌ على الامتحانات، وعند التوقف من الدواء لا يحتاج إلى تدرُّج، يمكن التوقف عنه مباشرة، وأضيفُ: هو دواء فعّال، ولا يؤدي إلى النعاس أو الفتور أو الإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.