الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري دمر نفسيتي، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة، عمري 25 عاما، ولدي طفلين، أعاني من وساوس في العقيدة نغصت علي حياتي، أصبت بها قبل 11 شهرا تقريبا، فأنا حزينة دائما، وإذا شعرت بها أستعيذ من الشيطان منها، وحاولت أن أتجاهلها ولكن لا فائدة.

بحثت وقرأت كثيرا وعلمت أنه وسواس قهري، مع العلم أنني لم أذهب إلى العيادة النفسية ولا أريد الذهاب، ولم أخبر أي شخص بمرضي، ولكن أصبح المرض على صدري مثل الجبل، وأحس أحيانا بنغزات في الصدر من الجهة اليسرى، وألم باليد اليسرى مثل التنميل، وأحس بدوخة، أشعر بكل هذه الأعراض بعدما أصبت بالوسواس.

قبل إصابتي بالوسواس كنت أحس بألم في الرقبة والأكتاف فأجريت تحاليل شاملة والنتيجة سليمة -ولله الحمد-، وقالوا لي: تابعي مع أخصائي الأعصاب، تابعت وقال: كل شيء سليم، وراجعت أخصائي العظام وقال: كل شيء سليم، ولكن عليك ممارسة التمارين للرقبة فقط.

وذات مرة شعرت أن صدري متغير، فراجعت طبيبة نساء، وأيضا كل شيء سليم، وقتها شعرت أنني مريضة فعلا، ومررت بفترة أفكر فيها بوسواس الموت، وأفكر بأولادي، ولا أنام الليل، وأراقب النبض والخفقان، وضيق النفس، هل ما أشعر به من تغيير الحبوب؛ لأنني قمت بتغيير حبوب منع الحمل فتساقط شعري كثيرا، وأيضا بعد فترة من تغيرها أصبح شعري خفيفا، لا أعلم هل من تناول الحبوب، أم من الوسواس؟ تعبت وأريد العلاج.

كنت رافضة فكرة الحبوب النفسية والعلاج النفسي، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وهل من الممكن تناول الحبوب من غير مراجعة الطبيب النفسي؟ وهل تتعارض الحبوب النفسية مع حبوب المنع؟ وهل تؤثر على الجنين إذا فكرت بالحمل؟ وهل أتناولها طوال فترة حياتي؟ لأنني قرأت أن العلاج يستمر لفترة طويلة، أهم شيء بالنسبة لي هو علاج وسواس العقيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزك الله خيرًا.

الوسواس القهري فعلاً يؤلم النفس جدًّا، وكثيرًا ما يكون مصحوبًا بتوترات وقلق داخلي، وهذا القلق يتحول إلى توتر عضلي؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بالكتمة والضيق، خاصة في القفص الصدري، والشعور بالنغزات في الصدر أيضًا من الأعراض التي تنتج من القلق، والشعور بالتنميل والدوخة؛ كل هذا مرتبط بحالة القلق النفسي المصاحب للوسواس القهري.

والوساوس تجعل الإنسان في ضجر وفي كدر، لكنّها تزول وتذهب إن شاء الله تعالى، والآن توجد علاجات ناجعة جدًّا، علاجات فاعلة جدًّا، من أفضل هذه العلاجات مضادات الوساوس والتي هي في الأصل مضادات للقلق والاكتئاب، والذهاب إلى الطبيب النفسي سيكون أفضل بالنسبة لك، الأطباء الحمد لله كُثُر وهم يتفهمون حالة كل إنسان، والمتطلبات التي تُناسبه من حيث النصائح العلاجية والسلوكية ووصف الدواء المناسب.

لا تترددي أبدًا في الذهاب إلى الطبيب، ومن ناحيتي أقول لك أن من الأدوية الممتازة والتي سوف تناسبك العقار الذي يُعرف باسم (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ومسماه التجاري (زولفت) أو (لسترال) دواء رائع جدًّا لعلاج مثل حالتك هذه وإزالة الوساوس وتحسين المزاج، وهو لا يتعارض أبدًا مع حبوب منع الحمل.

بالنسبة للمعالجات السلوكية للوسواس: تتمثل في تحقير فكرة الوسواس، وعدم اتباع الفعل الوسواسي، والصبر على ذلك، وعدم الانصياع لتحايل الوسواس؛ لأن الوسواس إذا ناقشناه وفكرنا فيه كثيرًا وبدأنا نخضعه للتحليل قطعًا ينتج عنه المزيد من الوساوس، والمزيد من الضجر، فحقِّري وساوسك، وأحسني إدارة وقتك، وكوني إيجابية في تفكيرك، لديك أشياء عظيمة في حياتك، انتبهي لها، وإن شاء الله تعالى تكتب لك العافية والصحة.

الأمر في غاية البساطة، لا تترددي في تناول الدواء، ولا تترددي في الذهاب إلى الطبيب النفسي، وحقّري كل هذا الفكر الوسواسي، ولا تنصاعي له أبدًا.

هذا هو العلاج، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً