الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي هي التعب الدائم عند القيام بأقل مجهود، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة؛ وزني 55 كجم، وليس لدي أي أمراض؛ سأروي حكايتي كاملة، وجزاكم الله خيرًا.

ذات يوم حينما كنت في أحد المقاهي مع أصحابي ندخن المعسل لمدة ساعة، بعد الانتهاء ذهبت إلى المنزل للاستعداد للعمل في اليوم التالي، وعندما ذهبت إلى السرير ونمت اتصل بي أحد الأصحاب وسألني عن موعد عودة أهلي من السفر، ثم عدت للنوم لمدة 30 ثانية، وشعرت بنبضات قوية في القلب وسريعة جدًا.

علما أنني رياضي، وأعرف متى تكون نبضات القلب سريعة في جسمي، بدأ الخفقان يزداد فنهضت من السرير متوجها إلى أبي ليأخذني إلى المستشفى، شعرت بالدوخة مع طنين الأذن، فظننت بأنني وصلت إلى خط النهاية وسوف أموت، فسندني والدي حتى وصلنا المستشفى.

أجريت الفحوصات اللازمة، فحوصات السكر، والضغط، وتخطيط القلب، وتحليل الغدة الدرقية، والنتائج سليمة، رجحت الطبيبة أن تلك الأعراض ربما تكون بسبب الخوف، عدنا إلى المنزل وتغيبت عن عملي في اليوم التالي، وعندما رجعت من صلاة العشاء عاودتني مشكلة الخفقان، والدوخة، لكنها ليست كالمرة الأولى، فذهبت إلى المستشفى، وأجريت تخطيط القلب، وفحوصات السكر والضغط، وكذلك تخطيط الإيكو، ورجح الطبيب احتمالية إصابتي بالتهاب في الغشاء الخارجي، وقال بأنه سوف يزول مع الوقت.

بِتُّ في المستشفى ليلة واحدة، وظل الخفقان ملازمًا لي دون دوار، وحينما غادرت إلى المنزل وصف لي الطبيب الأنسولين، وحبة للمعدة؛ لأنني أعاني من ألم المعدة بسبب الفلفل، ذهبت لمراجعة الطبيب بعد ستة أيام، وأخبرته بأن الخفقان موجود ولكن بنسبة أبسط، وعدت بعد ثلاثة أيام للمراجعة من جديد، وتم تركيب الإيكو لمدة 24 ساعة، وتبين بأن الأمور سليمة، وأن الالتهاب قد زال، وربما الوسخ الذي يتبع الالتهاب قد سقط على عضلة القلب، فوصف عقار كوكنور 2.5، لمدة 20 يوم، ووصف أيضاً مجموعة من الفيتامينات، وبالفعل ذهب الخفقان بعد أسبوعين، ثم أوقفت الدواء لمدة أسبوع ولم يعاودني الخفقان.

مشكلتي الآن هي التعب الدائم عند القيام بأقل مجهود، مع وجود النبض ولا أعلم ما هي المشكلة، علمًا أن الطبيب أكد لي سلامة القلب، أنا أحب السهر، ولكنني أجهل أسباب التعب الذي أعانيه، أصبحت أشعر بالتعب عند ممارسة الرياضة، وأفكر في الابتعاد عنها، وما زال الدوار يراودني.

أفيدوني بالحل المناسب، وكيف يمكنني استخدام دواء كونكور بالتدريج؟ وأرغب بدواء جديد لأن الكونكور يسبب لي التعب والإرهاق والغثيان، وهل ستذهب تلك الحالة؟ فأنا أسهر، ولا أشرب الغازيات، وتركت المعسلات.

أفيدوني: هل ستظل هذه الحالة ملازمة لي طوال العمر.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يرتكب الشباب الكثير من التصرفات الضارة والخاطئة في نفس الوقت؛ فهل تعلم أنك بتدخين الشيشة لمدة ساعة أدخلت إلى جسمك كمية هائلة من التبغ والنيكوتين، وهذا الذي يؤدي إلى الخفقان وزيادة نبض القل؟، بالإضافة إلى بقية السموم الموجودة في المعسل؛ حيث يحتوي التبغ على 4000 مادة سامة، معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل.

لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هي إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة أو المعسل، والتي لا تترك عضوًا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة وحيوية أعضاء الجسم كافة، بما فيها شرايين وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس والجهاز التناسلي، ويؤدي إلى العجز الجنسي فيما بعد.

والخفقان هو تأثير ظاهري، وينتهي بانسحاب التبغ من الجسم، ولك أن تعلم أن حجر شيشة واحد يحتوي على ما يساوي 40 سيجارة، لتعلم كمية السموم التي تدخل جسمك في كل مرة تتناول فيها هذا السم القاتل، والإرادة القوية والعزيمة والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبقَ من التدخين إلا جني الأمراض، والأمر لا يحتاج إلا 10 إلى 15 يومًا فقط، لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.

كل الفحوصات والأشعات أثبتت أن القلب سليم حتى الآن، والمشكلة في السموم التي تؤدي إلى الخفقان، وعليك الإقلاع التام عن تلك الآفة حتى لا تعرض حياتك إلى خطر مؤكد، وسوف يختفي الخفقان ولن تحتاج إلى حبوب كونكور أو غيرها؛ بمجرد تخلص جسمك من تلك السموم، وبإمكانك تناول الحبوب يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين من الآن، ثم التوقف عن تناوله بعد ذلك، مع الإكثار من الفواكه ذات اللون الأسود، وتناول عصير الليمون والبرتقال، وتناول العسل وحبة البركة، كل ذلك لتنقية الدم من تلك السموم، مع عمل فحص صورة دم -CBC- للتأكد من عدم وجود فقر دم؛ لأن فقر الدم يؤدي أيضا إلى الخفقان.

والسهر آفة كبرى أخرى تؤدي إلى الإرهاق وضياع الوقت، وارتكاب الكثير من الموبقات، وقد جعل الله الليل للنوم والنهار للعمل وأداء الواجبات، قال -الله تعالى- في محكم التنزيل: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرًا}، وقال -الله تعالى-: {وجعلنا الليل سباتاً وجعلنا النهار معاشًا}.

والنوم العميق ليلا لمدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات مع القيلولة ساعة ظهرًا غاية في الأهمية؛ لأنه يعطي فرصة لخلايا جسمك للراحة، والاستفادة من تلك الهرمونات المسكنة التي تفرز ليلًا أثناء النوم، وأثناء ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتسمى -Endorphins-، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان -morphine-like chemicals-؛ ولذلك ننصحك بالنوم ليلًا والاستيقاظ مبكرًا، وسوف ينعكس ذلك على حياتك، وتحقيق أهدافك، مع الالتزام بالغذاء الصحي، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، وشرب المزيد من الحليب لتقوية العظام، وتناول أي نوع من الفيتامينات للحصول على العناصر الضرورية للعمليات الحيوية في الجسم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً