الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب باكتئاب ثنائي القطب، وأشعر بالتوتر والملل.

السؤال

السلام عليكم.

عانيت من مشكله نفسية لمدة 7 سنوات، ثم استطاع أحد الأطباء علاجي وشخّص حالتي على أنه اكتئاب ثنائي القطب، وبالرغم من تحسن حالتي إلا أن هناك ما يؤدي إلى حدوث انتكاسات، حيث أنني أشعر طوال الوقت بالتوتر وتهتز قدمي اليسرى، وأهم من ذلك أنني لا أستطيع القيام بأي عمل لمدة تزيد عن 40 دقيقة ثم أبدأ في الملل والنفور، وهو ما يؤثر على حياتي الدراسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك: الحمد لله تعالى أن أحد الأطباء -بتوفيق من الله تعالى- قد قام بتشخيص حالتك.
وأنا لا أعتقد أنك تعاني من اضطراب الاكتئاب ثنائي القطبية من الدرجة الأولى، غالبًا هو من الدرجة الثانية أي من الدرجات الخفيفة.

ما تشعر به الآن من توتر وشعور بالإحباط وافتقاد الطاقات والدافعية؛ غالبًا يكون مرتبطًا بالقطب الاكتئابي الذي هو مكوّن رئيسي للاضطراب ثنائي القطبية في بعض الناس.

أخي الكريم: هذه الحالات تُعالج، وأنا متأكد أن طبيبك قد نصحك بما يجب أن تقوم به، وأهم ما يجب أن تقوم به هو أن تكون لك العزيمة والدافعية، وأن تكون واثقًا في نفسك وفي مقدراتك، ومهما كانت مشاعرك مُحبطة وسلبية يجب أن تقوم بواجباتك في الحياة، الإنسان حين يتفاعل ويفعل ويؤدي ويُنجز يحدث له نوع من المكافئة والمردود الإيجابي الداخلي، أريدك أن تكون على هذا النهج، وهذا نسميه بالتأهيل النفسي، وهو أهم علاج.

هنالك أيضًا إجراءات علاجية مهمَّة تُساعدك كثيرًا، منها: ممارسة الرياضة بصورة متصلة ومنتظمة، الرياضة لها وقع إيجابي كبير جدًّا على علاج التوتر والقلق، وكذلك الشعور بالإجهاد والخمول الجسدي والنفسي، هي تُجدد الطاقات وتُحسِّن المعنويات، وترفع كثيرًا من الدافعية عند الإنسان.

أخي الفاضل: يجب أن يكون لك تواصل اجتماعي، علاقات اجتماعية جيدة راشدة، مع الأصدقاء، مع الأرحام، مع الجيران، مع زملائك من أيام الدراسة –وغير ذلك– ولابد أن تركز على دراستك، يجب أن تستشعر قيمة العلم، يجب أن تُفكِّر في مستقبلك بعد 3 أو 4 سنوات من الآن، أين أنت؟ ما هو مؤهلك؟ ما هي وظيفتك؟ الزواج! ... هذه كلها أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك وتأخذ الأمور بجدية أكبر، وتعرف أننا في عالم تسابقي وتنافسي جدًّا، لذا يجب أن نزوِّد أنفسنا بالعلوم والمعارف.

أخي الكريم: حرصك على دينك وعلى الالتزام بالعبادات يُمثِّل ركيزة أساسية للبناء النفسي الإيجابي، الصلاة تُفرج الكُرب، تزيل الاكتئاب.

الصدقة –يا أخي الكريم– ولو بالبسيط، فيها خير كثير للإنسان (أنفق يا ابن آدم ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً) الإكثار من الاستغفار، هذا كله مطلوب، ومن وجهة نظري هي وسائل علاجية يهملها كثير من الناس. قصدتُ أن أذكرك بها –كما أُذكِّر نفسي– لأنها بالفعل مفيدة.

أخي الكريم: تواصلك مع طبيبك النفسي مهم، والمحافظة على المواعيد والأدوية أيضًا ضروري. هنالك عدة أدوية قطعًا يكون قد عرضها لك الطبيب، وعقار (لامتروجين/لامكتال) يعتبر من الأدوية الجيدة جدًّا، كما أن الـ (سوركويل) يُعطى في مثل هذه الحالات.

استعمال مضادات الاكتئاب يجب أن يكون بحذر شديد إذا كان لابد من استعمالها، لأن مضادات الاكتئاب حتى وإن حسَّنت المزاج إلا أنها ربما تُقرِّب ما بين الانتكاسات والهفوات المرضية، لذا لا ننصح بها إلا تحت شروط وضوابط ومعايير ومراقبة طبية معينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً