السلام عليكم

أعاني من مرض نوبات الهلع، بمصطلح الأطباء، بدأت قصتي منذ شهر عندما تناولت لأول مرة سيجارة حشيش بنسبة كبيرة، فانتابتني أعراض بعدها فوراً، وأسعفت للمستشفى، وأخرجوني بنفس اليوم، وأعراض الألم لم تزل، وأتتني نوبة أشعر بها أني سأموت وقلبي يرتجف، وكل شيء يهتز بي حتى الكرسي الذي أجلس عليه!

شعور بأني أموت، وتطورت الأعراض وأصبح الألم في عروق رقبتي أيضاً، فأصبحت تشد لدرجة أشعر أنها ستنفجر، وأصرخ بأعلى صوتي من شدة الألم.

فعلت جميع الفحوصات للدم والقلب، وإيكو للقلب، وتحاليل للبول، وكل شيء سليم، وأعطاني الطبيب دواء نفسياً، وعندي موعد في نهاية الشهر لدى الطبيب النفسي.

هل من الممكن أن يكون هناك سبب عضوي؟ مع أني أرى في بطني نبضاً وكأن بداخله قلب ينبض، وأشعر بالتعب والألم طول الوقت حتى إني أنام وأنا أتألم وأستيقظ وأنا أتألم.

منذ أسبوع لم تأتني النوبة، بينما الألم مستمر، علماً أني أدخن سجائر عادية، فما هذا الذي يحصل معي؟ وماذا أفعل للتخلص من النوبة إذا جاءت؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيفان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك –أخي- على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في هذا الموقع.

أقول لك وبعد أن تدارست رسالتك واطلعت عليها أن تعاطيك لمادة الحشيش أدى إلى إفراز كيميائي مكثف جداً على مستوى الدماغ ولما يعرف بالموصلات العصبية، الحشيش يثير مادة تعرف باسم الدوبامين والدوبامين هي المادة المرتبطة بالنشوة وارتفاع الشهوة عند الإنسان، هذه المادة معززة لكثير من المشاعر الإيجابية، ولذا يحدث الإدمان، ولكن حين تفرز بكميات كبيرة، هذا أيضاً قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وإلى نوع من القلق والتوتر، وهذا ينتج عنه بما يعرف بنوبات الهلع، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

أيها الفاضل الكريم، أنت لست مصاباً بمرض في القلب، هذه الحالة نفسوجسدية القلق الخوف التوتر الفزع أدى إلى زيادة في إفراز مادة الادرنالين وهذه المادة تستشعر القلب وتجعله يتسارع وتزيد كميات تدفق الدم، ولذا حدث لك ما حدث من استشعاراً للنبض في البطن وآلام هنا وهناك، وخوف من أنك تعاني من مرض عضوي أو مرض في القلب على وجه الخصوصِ.

أنا أؤكد لك -أيها الفاضل الكريم- أن الحالة نفسية، وهي بسيطة فقط محتاجة أن تعيش حياة صحية أفضل أن تتوقف عن التدخين أن تحرص على النوم الليلي المبكر أن تمارس الرياضة أن تمارس التمارين الاسترخائية أن تكون شخصاً متفائلاً ومثابراً، وعندك برامج حياتية تدير من خلالها وقتك بصورة جيدة وفاعلة ومنتجة، تعود بالخير لك ولمن حولك.

احرص على الصلاة في وقتها -أيها الفاضل الكريم- أذكار الصباح والمساء تبعث الكثير من الطمأنينة في نفوسنا، احذر من كثرة التردد على الأطباء، لا تحتاج أبداً لأن تكثر من التردد على الأطباء، خذ بما ذكرته لك من نصيحة، وأعتقد أنك يمكن أن تتناول أحد مضادات القلق، مثل عقار سبرالكس بجرعة بسيطة دواء جيد وبسيط لعلاج القلق والمخاوف والتوتر، وهو في الأصل محسن للمزاج ومضاد للاكتئاب.

الجرعة التي تبدأ بها هي 5 مليجرام نصف حبة تتناولها يومياً لمدة أسبوعين ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها واجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.